نحوه ...
|
أدلة جواز القراءة على الماء والزيت ونحوه
جواز القراءة على الماء والزيت ونحوه مشروعة وجائزة عند كثير من أهل العلم ، قديماوحديثا.
وأما قولك : إنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم قاموا برقية في ماء أو زيت أو عسل أو غيره!! غير صحيح .
فقد روى الطبراني في المعجم الصغير (ص 117) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 223) وغيرهما : عن علي رضي الله عنه قال: لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي ، فلما فرغ قال : " لعن الله العقرب ، لا تدع مصلياً ولا غيره ، ثم دعا بماءٍ وملحٍ ، وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ (قل يا أيها الكافرون) و(قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس).
وله شواهد ، فقد أخرجة الترمذي ( 2905 ) عن ابن مسعود رضي الله عنه وفيه : فجعل يضع موضع اللدغة في الماء والملح ، ويقرأ ( قل هوالله أحد ) والمعوذتين حتى سكنت .
وقد صححه العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة (548).
أفليس هذا من الرقية والقراءة على الماء ؟!
وقد ذكر الحديث الإمام ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي من زاد المعاد (4/180) ثم قال : ففي هذا الحديث : العلاج بالدواء المركب من الأمرين : الطبيعي ، والإلهي ، فإن في سورة الإخلاص من كمال التوحيد العلمي الاعتقادي ،وإثبات الأحدية لله ، المستلزمة نفي كل شركة عنه ...
قال : وفي المعوذتين الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلا ، فإن الاستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذمنه ، سواء كان في الأجسام أو الأرواح ...
والسورة الثانية : تتضمن الاستعاذة منشر شياطين الإنس والجن .
فقد جمعت السورتان الاستعاذة من كل شر ، ولهما شأن عظيم في الاحتراس من الشرور قبل وقوعها ، ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر بقراءتهما عقب كل صلاة ... إلخ كلامه رحمه الله .
ثم قال:
وأما العلاج الطبيعي فيه ، فإن في الملح نفعاً لكثير من السُّموم ، ولا سيما لدغة العقرب ، كما ذكر الأطباء ، فقد قال صاحب "القانون" :
يُضمد به مع بزر الكتان للسع العقرب ،وذكره غيرهُ أيضاً.
وفي الملح من القوة الجاذبة المحلِّلة ما يَجذبُ السموم ويُحللها ، ولما كان في لسعها قوةٌ نارية تحتاج إلى تبريد وجذب وإخراج جمع بين الماء المبرد لنار اللسعة، والملح الذي فيه جذب وإخراج ، وهذا أتم ما يكون من العلاج وأيسره وأسهله، وفيه تنبيه على أن علاج هذا الداء بالتبريد والجذب والإخراج والله أعلم. انتهى.
ونقله الإمام ابن مفلح في الآداب الشرعية (3/ 98).
وأخرج البخاري ومسلم وأحمد : عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان الشيء منه ، أو كانت به قرحة أو وجع ، قال بأصبعه هكذا، ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها ، وقال : " بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا ، بإذن ربنا".
قال ابن مفلح : وهذا علاج مركب سهل ، فإن القروح والجراح يتبعها غالباً سوء مزاج ورطوبة رديئة وسيلان ، والتراب الخالص طبيعته باردة يابسة فوق برد كل دواء مفرد ، فتقابل برودته تلك الحرارة ، ويبسه تلك الرطوبة ، ويعدل مزاج العضو العليل فتقوى قوته المدبرة ، فتدفع ألمه بإذن الله تعالى ، وينضم مع ذلك ، هذا الكلامالمتضمن لبركة اسم الله والتوكل عليه ، وتفويض الأمر إليه . انتهى (3/ 94).
وروى ابن ماجه (3548) : عن عثمان بن أبي العاص قال : لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي ، فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : " ابنُ أبي العاص ؟ " قلت : نعم يا رسول الله ، قال : " ما جاء بك ؟ " قلت : يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أُصلي . قال: " ذاك الشيطانُ ، ادنه " فدنوت منه ،فجلست على صدور قدمي .
قال : فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي ، وقال : " اخرُجْ عدُوَّ الله " ففعل ذلك ثلاث مرات .
ثم قال: " الْحَقْ بعَمَلِكَ ". وصححه العلامة الألباني في السنن .
وفي الصحيحين : أنه صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله فيمسح بيده اليمنى .
وكان إذا أوى إلى فراشه نفث بكفه بـ (قل هو الله أحد) وبالمعوذتين جميعاً ، ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يده من جسده .
فلا حرج من القراءة والنفث في الماء وعلى البدن وعلى المعيون ، كما روى مالك في الموطأ (2/938) حادثة سهل بن حنيف ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة أن يتوضأ له .
وغيرها كثير مما تبعه يطول ، لكن وجود بعض الناس الذين يجعلون ذلك تجارة ، هو خلاف هدي السلف ، ومما يذهب البركة من الرقية .
فتاوى العلماء
مجموع فتاوى ومقالات ابن باز(حمه الله) - الجزء الثامن
السؤال تقول هل ورد في سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قراءة القرآن للمريض في الماء ثم شربه أو قراءة القرآن في الزيت ثم الادهان به أو قراءة القرآن في كأس مكتوبٌ بها آية الكرسي ووضع بها ماء ثم شرب الماء لأن كثيراً من الناس يفعلون ذلك هل هذا جائز يا فضيلة الشيخ أم لا نرجو إفادة مأجورين؟ الجواب الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين قال الله عز وجل (وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين) وهذا الشفاء الذي أنزله الله عز وجل في هذا القرآن الكريم يشمل شفاء القلوب من أمراضها وشفاء الأبدان من أمراضها أيضاً ولهذا لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أبو سعيد أو غيره ممن معه في السرية التي بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستضافوا قوماً من العرب فلم يضيفوهم ثم إن سيد هؤلاء القوم لدغ فطلبوا له قارئاً يقرأ من السرية التي بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءوا إليهم وقالوا هل منكم من راق يعني من قارئ قالوا نعم ولكنكم لم تضيفونا فلا نرفع لكم إلا بجعل فجعلوا لهم شيئاً من الغنم ثم ذهب قارئٌ منهم يقرأ على هذا اللديغ فقرأ عليه بفاتحة الكتاب فقام كأنما نشط من عقال يعني قام بسرعة طيباً بريئاً ثم أعطوهم الجعل ولكنهم توقفوا حتى يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا قال خذوا واضربوا لي معكم بسهم وقال للقارئ وما بك يعني ما يعلمك أنها أي الفاتحة رقية وهكذا بعض الآيات الأخرى التي يسترقي بها الناس التي يقرأ بها الناس على المرضى كثير فيه فائدةٌ مجربة معروفة فإذا قرأ القارئ على المريض بفاتحة الكتاب وبغيرها من الآيات المناسبة فإن هذا لا بأس به ولا حرج وهو من الأمور المشروعة وأما كتابة القرآن بالأوراق ثم توضع في الماء ويشرب الماء أو على إناء ثم يوضع فيه الماء ويرج فيه ثم يشرب أو النفث في الماء بالقرآن ثم يشرب فهذا لا أعلم فيه سنةً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه كان من عمل السلف وهو أمرٌ مجرب وحينئذٍ نقول لا بأس به أي لا بأس أن يصنع هذا للمرضى لينتفعوا به ولكن الذي يقرأ في الماء بالنفث أو التفل ينبغي له أن لا يفعل ذلك إذا كان يعلم أن به مرضاً يخشى منه على هذا المريض الذي قرئ له نعم؟
الكتاب : فتاوى نور على الدرب للعثيمين
المؤلف : محمد بن صالح بن محمد العثيمين(حمه الله) 117 ـ ما رأيكم فيمن يأخذ من أحد الرجال الصالحين بعض الكتابات القرآنية للشفاء من مرض حيث يقوم هذا الرجل بكتابة الآيات على ورقة ويقول: اجعلها في ماء حتى تذوب الكتابة ثم يشرب المريض ثلاث مرات، والباقي يمسح به الجزء المراد شفاؤه كأن يكون المرض في صدره أو ظهره أو أحد أعضائه فما حكم ذلك؟ الأولى أن يقرأ المسلم على أخيه بأن ينفث على جسمه بعد ما يقرأ الآيات أو على موضع الألم منه وهذه هي الرقية الشرعية وإن قرأ له في ماء وشربه فكذلك أيضًا، لأن هذا ورد به الحديث ، أما كتابة الآيات في ورقة ثم تمحى هذه الورقة في ماء ويشربها المريض فهذا رخص فيه كثير من العلماء قياسًا على ما ورد، وأخذًا لعموم الاستشفاء بالقرآن الكريم، لأن الله أخبر أنه شفاء فلا بأس به - إن شاء الله - ولكن الأولى هو ما ذكرناه وهو الوارد عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو القراءة على المريض مباشرة أو القراءة في ماء ويشربه. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق