صلح الحديبية
وقعت في السنة سادسة للهجره ,أحرم النبي r في السنة السادسة من ذو الحليفه وخرج حتى اذا سلك في طريقه في ثنية المرار فبركة ناقته فقال له الناس خلئت الناقه فقال لهم النبي r ما خلئت وما هو لها بخلق ولكن حبسها حابس وناقته هذه كانت ناقة القصواء فولله عندها قال النبي r لا تدعوني قريش اليوم الى خطة يسألوني فيها صلة الرحم الا أعطيتهم أياها ثم قال النبي r للناس أنزلوا قيل له يارسول الله مابي الوادي من ماء ننزل عليه فأخرج سهم من كننانته فأعطاه رجل من أصحابه فنزل به في قليب من تلك القلوب فغرزه في جوفه فجاس أهل القليب برواء حتى ضرب الناس عنه بعطن .
جرى الصلح على : وضع الحرب في عشر سنين بين المسلمين والمشركين وان يرجع النبي r عن عامهم ذلك اذا كان العام المقبل خلوا بينه وبين مكة فأقام بها ثلاثا وان لا يدخلها الأ بسلاح الراكب والسيوف في القروب ومن أتاهم لم يردوه ومن أتى من المسلمين منهم ردوه وفي هذا القصة :
-أنزل الله فدية الاذى في كعب بن عجره
-دعى النبي r للمحلقين للمغفرة ثلاثا وللمقصرين مرة واحدة .
-نحر البقرة والبدنة عن سبعه
-اهدى جمل ابي جهل ليغيض به المشركين .
-انزلت سورة الفتح وكان جابر يقول "كان أصحاب الحديبية 14 مئه يعني 1400 هم أهل بيعة الرضوان الذين بايعوا النبي rتحت الشجره
-بعث المشركون الى النبي r مكرز أبن حفص فلما رآه النبي r مقبل قال هذا رجل غادر فلما أنتهى الى النبي r وكلمه قال له الرسول r نحواً مما قال لابو دين قبله وأصحابه فرجع الى قريش فأخبرهم بما قال له النبي r ثم بعثوا اليه الحليس بن علقمه وكان يومئذ سيد الاحابيش لما راه النبي r قال أن هذا من قوم يتألهون فابعثوا الهدي في وجهه حتى يراه فلما رأى الهدي يسيل عليه من عرض الوادي وقد أكل أوباره من طول الحبس رجع الحليس الى قريش ولم يصل إلى النبي r أعضام لما رأى فقال لهم ذلك فقالوا قريش أجلس أنما انت أعرابي لا علم لك أيضاً -ما كان من أمر عروه ابن مسعود حيث قام من عند النبي r حيث رأى ما يصنع به أصحابه لا يتوضئ الا ابتدروا وضؤه ولا يبصق بصاق الا ابتدروه ولا يسقط شي من شعره الا أخذوه u فرجع الى قريش فقال يا معشر قريش أني قد جئت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه وأني والله ما رأيت ملك في قوم قط مثل محمد r في أصحابه ولقد رأيت قوما لايسلمونه لشي فانظروا رأيكم فيه .
لما ألتأم الامر ولما يبقى الا ان يكتب بين المسلمين والمشركين كان ماكان من عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث جاء الى ابي بكر قال أليس برسول الله r قال بلا قال أولسنا من المسلمين قال بلا قال أوليسوا بالمشركين قال بلا قال فملن أعطى الدنيه في ديننا قال له ابو بكر t يا عمر ألزم غرزه فأني أشهد أنه لرسول الله قال عمر وانا أشهد انه لرسول الله ثم أتى رسول الله r فقال ألست برسول الله قال بلا قال أولسنى بالمسلمين قال بلا قال او ليسوا بالمشركين قال بلا قال فعلى من أعطى الدنيه في ديننا قال أنا عبد الله ورسوله فلن أخالف أمره ولن يضيعني قال فكان عمر t يقول مازلت أصوم وأتصدق وأصلي وأعتق من الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلمت به حتى رجوت ان يكونا خيرا .
مجمل الفوائد والأحكام في هذه الغزوة :
1-أعتمار النبي r في أشهر الحج فإنه خرج أليها في ذي القعده.
2-ان سوق الهدي مسنون في العمره المفرده كما هو مسنون في القران .
3-ان من اشعار الهدي سنة لامثله منهي عنها .
4-أستحباب مغايضة أعداء رسول الله فإن النبي r أهدى في جملة هديه جمل لأبي جهل في أنفه غرة من فضه يغيض به المشركين .
5-ينبغي على أمير الجيش أن يبعث العيون أمامه نحو العدو .
6-ان الاستعانه بالمشرك المئمون في الجهاد جائزه عند الحاجه .
7-من المصالح انه اقرب الاختلاط بالعدو وأخذ أخباره من غيره .
8-استحباب مشورة الإمام رعيته وجيشه .
9-استشارة النبي r رعيته وأصحابه استخراجاً للرأي واستطابة لنفوسهم وأمننا لعتبهم ومن جهته تعرف المصلحه يختص بها بعضهم دون بعض وخامسا امتثال لأمر الرب Iفي قوله ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾ .
10-رد الكلام الباطل ولو نسب الى غير مكلف وهكذا رد النبي r حينما قال الصحابة خلئت القصوى قال النبي r ماخنأت وماذاك لها بخلء وان الذي حبسها هو الذي حبس الفيل .
11-جواز الحلف على الخبر الديني الذي يريد تأكيده لقول النبي r فولله لاتدعوني قريش اليوم الى خطة يسئلوني فيها صلة الرحم الا أعطيتهم اياها".
12-ان المشركين واهل البدع والبغاة اذا طلبوا أمر يعظمون فيه حرمه من حرمات الله I أجيبوا اليه وأعطوا هذا الأمر وأعينوا عليه وان منعوا غيره فكل من ألتمس المعاونه على محبوب لله تعالى أجيب الى ذلك كائن من كان مالم يترتب على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منهه 13-أن النبي r عدل ذات اليمين الى الحديبية قال الشافعي بعضها من الحل وبعضها من الحرم وفي هذا دلاله ان مضاعفة الصلاة بمكة تتعلق بجميع الحرم لا في المسجد على وجه الخصوص وان قوله r "صلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة في مسجده " .
14-ان من نزل قريب من مكة فأنه ينبغي ان ينزل في الحل ويصلي في الحرم وكذلك كان أبن عمر رضي الله عنهما يصنع .
15-جواز أبتداء الإمام بالصلح مع العدو اذا رأى المصلحه للمسلمين في ذلك ولا يتوقف ذلك على ان يكون أبتداء الطلب منهم .
16-ماجاء في قيام المغيره بن شعبه t على رأس رسول الله r بالسيف ولم يكن من عادته ان يقام على رأسه وهو قاعد الا عند قدوم رسل العدو لإظهار العز والفخر وتعظيم الإمام وطاعته ووقايته بالنفوس .
17-ان في بعث البدن في وجه الرسول الآخر دليل على أستحباب شعائر الإسلام لرسل الكفار .
18-في قول النبي r للمغيره أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه فيه دليل على ان مال المشرك المعاهد معصوم وانه لايملك وانما يرد اليه .
19-تحمل قلة أدب رسول الكفار وجهله وجفوته ولايقابل على ذلك لما فيه من المصلحه العامة .
20-طهارة النخامه سواء كانت من الرأس او من الصدر .
21- طهارة الماء المستعمل .
22-استحباب التفائل وانه ليس من الطيره .النبي r لما جاء سهيل ابن عمر قال للصحابه قد سهل أمركم .
23-أن مصالحة المشركين ببعض مافيه ضيم على المسلمين جائزه للمصلحه الراجحه ودفع ما هو شر منه .
24-أن من حلف على فعل شيئا او نذر او وعد غيره به ولم يعين وقت لا بلفظه ولا بنيته لم يكن على الفور ولم يكن على التراخي .
25-ان الحلاقة نسك وانها افضل من التقصير وان النبي r دعى للمحلقين ثلاثا ودعى للمقصرين مره واحده .
26-المحصر لايجب عليه القضاء لان النبي r أمرهم بالقضاء نحر ولم يأمر أحد منهم بالقضاء والعمره من العام القادم .فإنهم كانوا في عمرة الاحصار 1400 وكانوا في عمرة القضيه دون ذلك وعمرة القضيه التي أتت في السنة التي بعدها في السنة السابعه وسميت عمرة القضيه والقضاء لانها العمره التي قاضاهم عليها النبي r فأضيفة العمره الى ذلك .
27-ان الامر المطلق على الفور والا لم يغضب النبي r لتأخيرهم الامتثال عن وقت الامر , وتأخريهم في الحلق لانهم كانوا يرجون النسخ .
28-ان الاصل مشاركة النبي r لأمته في الأحكام الا ما خصه الدليل ولذلك قالت أم سلمه رضي الله عنها أخرج ولا تكلم أحداً حتى تحلق وتنحر هديك .
29-جواز صلح الكفار على رد من جاء منهم من المسلمين وان لايرد من ذهب من المسلمين اليهم هذا من غير النساء واما النساء فلا يجوز اشتراط ردهن الى الكفار وهذا موضع النسخ خاصه في هذا العقد في نص القران .
30-أن هذه الهدنة كانت مقدمة بين يدي الفتح الاعظم الذي اعز الله به رسوله r وجنده ودخل الناس في دين الله افواجاً .
31-ان هذه الهدنه كانت من اعظم الفتوح. فإن الناس امن بعضهم بعضاً واختلط المسلمون بالكفار وبادئوهم بالدعوه واسمعوهم القرآن وناضروهم على الإسلام جهراً في ذلك وليس سراً آمنين.
فتح مــكة
الهدنه وقعت في السنة السادسة وكان عدد المسلمين فيها 1400 وفي السنة الثامنه جاء مع النبي r في غزوة الفتح 10000 من المسلمين. ولذلك سمي هذا الصلح فتحاً وسماة الله تعالى فتحاً مبيناً . قال ابن قتيبة عند قول الله I﴿انا فتحنا لك فتحاً مبيناً﴾ قال قضينا لك قضاء عظيماً وقال مجاهد هو ماقضى الله له به في الحديبية .
الفتح في اللغة : المغلق والصلح الذي حدث مع المشركين في الحديبية كان مسدوداً مغلقاً حتى فتحه الله وكان من أسباب فتحه صد رسول الله r وأصحابة عن البيت وكان في الصورة الظاهره ضيماً وهضماً للمسلمين وفي الباطن عزاً وفتحاً ونصراً وكان رسول الله r ينظر الى ما وراءه من الفتح العظيم والعز والنصر من وراء ستر رقيق وكان يعطي المشركين كل ما سئلوه من الشروط التي لم يحتملها أكثر أصحابة y. وهو r يعلم ما في ضمن هذا المكروة من محبوب ( وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) .. فكان يدخل على مثل هذه الشروط دخول الواثق له بنصرة بتأييدة والعاقبة له وان تلك الشروط واحتمالها هو عين النصرة وهو من اكبر الجند الذي اقامة المشترطون وحربهم وهم لايشعرون. وذلوا من حيث اضهروا العز وقهروا من حيث اضهروا القوة والقدرة والفخر والغلبة وعز رسول الله r وعساكر الإسلام حيث انكسروا لله واحتملوا الضيم وانقلب العز بالباطل ذلاً بحق وانقلبت الكثرة لله عزا با لله وضهرت حكمة الله بتصديق وعده ونصرة نبيه على اتم الوجوة واكملها واللتي لااقتراح للعقول وراءها.
من الحكم والغايات في هذا الفتح :
1-ماسببه الفتح للمؤمنين من زيادة الإيمان والاذعان والانقياد على مااحبوا وكرهوا وما حصل لهم من الرضاء بقضاء الله وتصديق موعوده و انتظار ما وعدوا به وشهود منة الله عليهم بالسكينة التي انزلها في قلوبهم .
2-انه سبحانه جعل هذا الحكم الذي حكم به لرسوله r وللمؤمنين سبباً من المغفرة لما ذكره لرسوله r مما تقدم من ذنبه وما تأخر ولإتمام نعمته عليه ولهدايته الصراط المستقيم ونصرة النصر العزيز ورضاة به ودخوله تحته وانشراح صدره به مع مافيه من الضيم واعطاء ماسئلوه .
وبعد هذه القصة جاءت قصة خيبر فهي منحه ووعد وعدها الله لهم كما جاء ذلك في سورة الفتح ﴿مغانم كثيرة يأخذونها﴾. وانه عجل لهم هذه الغنيمة وقيل ان هذه الغنمية هي الصلح الذي جرى بينهم وبين عدوهم وقيل انها فتح خيبر وغنائمها .
أيضاً جاء في سياق حديث الإمام ابن القيم رحمه الله عن الآيات ﴿و يهديكم صراطاً مستقيماً﴾ وجمع لهم الى النصر والضفر والغنائم الهداية فجعلهم مهديين منصورين غانمين ثم وعدهم مغانم كثيرة وفتوحاً أخرى لم يكونوا ذلك الوقت قادرين عليها فقيل هي مكة وقيل هي فارس والروم وقيل الفتوح التي بعد خيبر من مشارق الارض ومغاربها ثم اخبر سبحانه ان الكفار لو قاتلوا أولياءة لولى الكفار الادبار غير منصورين وان هذه سنته في عباده لاتبديل لسنة الله ولاتحويل .
ثم ذكر سبحانه وتعالى انه هو الذي كف ايدي بعضهم عن بعض من بعد لما اظفر المؤمنين بهم لما له من الحكم البالغة التي منها :
انه كان فيهم رجال ونساء قد آمنوا وهم يكتمون ايمانهم لم يعلم بهم المسلمون ولو سلطكم عليهم لاصبتم أولئك في معرة الجيش وكان يصبكم منهم معرة العدوان والايقاع بمن لايستحق الايقاع به، ربما قتلوا بعضاً من المؤمنين الذين كانوا يستخفون بإيمانهم بالذات في مكة . ثم اخبر سبحانه عن ماجعله الكفار في قلوبهم من حمية الجاهلية التي مصدرها الجهل والظلم التي لاجلها صدوا رسوله وعباده عن بيته ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم ولم يقروا لمحمد بانه رسول الله عند الصلح مع تحققهم بصدقة وصحة رسالته بالبراهين التي شاهدوها وسمعوا بها .
ثم يقول ابن القيم رحمه الله انه سبحانه انزل في قلب رسوله من السكينه ماهو مقابل لما في قلوب اعداءة من الحمية الجاهلية فكانت السكينه حظ رسوله وحمية الجاهلية حظ المشركين وجنهم ثم الزم عبادة كلمة التقوى وهم احق بها وهي تعم كل جنس اتقى الله بها واعلى نوعها كلمة الاخلاص لااله الا الله وقد فسرت أيضاً ببسم الله الرحمن الرحيم .
ثم اخبر سبحانه انه صدق رسوله الرؤيا في دخولهم المسجد آمنين وانه اخر وقته وانتم لاتعلمون لحكمته.وكانت مصلحة التأخير ظاهره فيما بعد وكانت فتحاً قريباً ونصراً عظيماً كما هو معلوم وظاهر. ثم اخبر I في هذه السورة انه هو الذي ارسل رسولة بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله فقد تكفل الله بهذا الامر بالتمام والاظهار على جميع اديان هذه الارض ففي هذا تقوية لقلوبهم وبشارة وتثبيت وان يكونوا على ثقة من هذا الوعد الذي لابد ان ينجز وكفى بالله شهيداً.
وقد ذكر شيخ الإسلام محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله تقريباً 139 فائدة من الفوائد والأحكام من هذه القصة سنذكر مما لم يتقدم ذكره في ثنايا كلام ابن القيم رحمه الله في الزاد منها /
-معرفة قوله تعالى ﴿وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم﴾ من هذه القصة ظهرت الكراهيه من بعض الصحابة y وخفي عليهم مافي هذا الصلح وهذه الهدنه من الخير العظيم.
-قوله تعالى ﴿وعسى ان تحبوا شيئاً وهو شر لكم﴾ هم احبوا ان ياتوا العمرة وان يدخلوا مكة لكن لم يدركوا مافيه من الشر والاذى الذي اخبر الله I عنه كما تقدم من ذكر ان هناك من المؤمنين الذين كانوا يستخفون بايمانهم لم يكونوا اظهروه بعد في مكة حتى جاء الصلح واظهروه وانتشر الإسلام وتبينوا.
-ان الذي يحب قد تصير عاقبتة بالعكس في نفس القضية.
-ان المكروه قد تصير عاقبته كذلك يعني ان مايحب قد تصير عاقبته مكروهه وما يكره قد تصير عاقبته محبوبه.
- ان الله I يبتلي بماتعجز عنه عقول العلماء. وقد تقدم ان عمر t كان ماكان منه ابتلاء ولم يستوعب كثير من الصحابة y ويستطيع ان يمضي هذا الا بما انزلة الله I من السكينه في قلوبهم ولذلك لما امرهم النبي r أن يحلقوا رؤسهم توقفوا حتى حلق بنفسه u .
-معرفة رفع الله من تواضع لاجله ففي هذه الهدنه غاية التواضع من النبي r. .
-معرفة اذلال الله تعالى من تعزز بمعصيته فالمشركون تعززوا بمعصية الله Iوصدوا الذين جاءوا لطاعة الله فاذلهم الله I فيما بعد.
-معرفة فضيلة التسليم للشارع في مالم يدركه العقل.
-رأفته r ورحمته حيث لم يهوى فجرت في هذه القصة جملة من المواقف اللتي كان فيها النبي r رئوفاً حليماً u.
- غضبهr في فسخ العمرة عندما لم يمتثلوا لامر الله I .
-الانتفاع بالكفار في بعض امور الدين ليس مذموماً لقصة الخزاعي. وخزاعه كانت عيبة رسول الله r مسلمها ومشركها فكانوا لايخفون عنه شيئا لما كان في مكة.
-الوثوق في خبر الكافر لبعض امور المسلمين ليس مذموماً.
-قبول رأي المرأة في بعض الاحيان لانقص فيه والنبي r قبل رأي ام سلمه رضي الله عنها.
-شدة تعظيم الصحابة لنبيهم rوادبهم معه.
-بيان كمال صديقية ابي بكر t .
-كمال قوة عمر t.
-ان صلة الرحم تعم المسلم والكافر.
-ان الرفق بالرعية والاحسان اليهم لاينافي تحميلهم مايكرهون عند الحاجه.
-ان موافقة الكفار على شيء من هديهم يجوز عند الحاجه .
-العبرة ان الكفار ولاة البيت ورسول الله r وأصحابه y مطرودون عنه.
-العبرة في كونهم مايحجون ومايعتمرون والرسول وأصحابة ممنوعون.
-حلمه r على أصحابة لما جرى منهم ماجرى.
-حسن سياسته r مع المسلم والكافر يفهم من جوابه لعمر ومن قوله ابعثوا الهدي في وجه حليس.
-صبره على اذى عروه الذي لم يصبر عليه المغيرة وابو بكر y.
هذه جملة انتقيتهامن بعض الفوائد التي ذكرها الشيخ محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله في رسالة عن بعض الفوائد التي جاءت في صلح الحديبية.
غزوة خيبر
وقعت في السنة 7 للهجرة حيث كان النبي r صالح أهل خيبر لما ظهر عليهم على ان يجليهم منها ولهم ما حملت ركابهم ولرسول الله r الصفراء والبيضاء والحلقة وهي السلاح وأشترط في عقد الصلح ان لا يكتموا ولا يغيبوا شيئا فأن فعلوا فلا ذمه لهم ولا عهد ، فغيبوا مسكا فيه مال وحلي لحلي بن اخطب كان احتمله معه الى خيبر وحين اجليت النظير قال الرسول لعم حيي بن اخطب أسمه سعيه ما فعل مسك حيي الذي جاء به من النظير قال اذهبته النفقات والحروب قال النبي r العهد قريب والمال اكثر من ذلك قد كان حيي قتل مع بني قريظه في غزوة بني قريظه فدفع النبي عم حيي الى الزبير ليستقره ويحقق معه فمسه بعذاب فقال رايت حيي يطوف في خربة هاهنا فذهبوا فطافوا فوجودا المسك في الخربه فقتل رسول ابن ابني حقيق واحدهما زوج صفيه وسبا نساءهم وذراريهم وقسم أموالهم بالنكث الذي نكثوا وأراد ان يجليهم من خيبر فقالوا دعنا نكون في هذه الارض نصلحها ونقوم عليها فنحن اعلم بها منكم ولم يكن لرسول الله ولا أصحابه غلمان يكفونهم مؤونتها فدفعها اليهم على ان لرسول الله r الشطر من كل شيء يخرج منها من ثمر ولهم الشطر الاخر وعلى ان يقرهم منها ماشاء ولم يعمهم بالقتل كما عم قريضه لشتراكهم في نقض العهد اما هؤلاء فالذين علموا بالمسك وغيبوه وشرطوا له ان ظهر فلاذمه لهم ولا عهد فأنه قتلهم بشرطهم على انفسهم ولم يتعدى ذلك الى سائر أهل خيبر فانه معلوم قطعا ان جميعهم لم يعلموا بمسك حيي وأنه مدفون في الخربه فهذا نظير الذمي والمعاهد اذا نقض العهد ولم يمالك عليه غيره فأن حكم النقض مختص به كما ذكر ذلك ابن القيم في هذه الغزوة اعطى النبي الرايه لعلي بن ابي طالب فيحدث سهل بن سعد أنه سمع النبي يقول لأعطين الرايه رجلا يفتح الله على يديه فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى فغدوا وكلهم يرجوا ان يعطى فقال النبي r اين علي فقيل يشتكي عينيه فأمر فدعا له النبي فبصق في عينيه فبرأ مكانه حتى كأن لم يكن به شي.. وهذا من معجزاته r بهذه الغزوة قال نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الإسلام واخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدي بك رجلا واحد خيرا لك من حمر النعم فيها أيضاً قصة الشاة المسمومه التي اخبره الذراع انها يهوديه هي أمراة سلام بن مشكم .
بعض الدروس والعبر في هذه الغزوة :
1-التشبيه أسلوب من اساليب الدعوة فالرسول rعندما قال لعلي فوالله لان يهتدي بك رجل خير لك من حمر النعم هي الابل الحمر وهي احسن أموال العرب و اسلوب تشبيه أمور الآخرة بأعراض الدنيا انما هو التقريب الى الفهم والا فذرة من الآخرة خير من الدنيا وما فيها..
2-فضل علي t عندما قال له النبي يوم خيبر لاعطين الرايه رجل يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله .
3-فضل الدعوه الى الله حيث أن الدعوه الى الله انتشرت انتشار كبير بعد صلح الحديبية وكان فتح عظيم..
4-دفع النبي الارض على النصف دليل ظاهر على جواز المساقاه وهي دفع الشجر الذي له ثمر مأكول ولو غير مغروس الى اخر ليقوم بسقيه ومايحتاج اليه بجزء معلوم له من ثمره
5-جواز عقد الهدنه مطلقا من غير توقيت بل ماشاء الإمام .
6-جواز تعزير المتهم بالعقوبه وأن ذلك من السياسات الشرعيه حيث ان الزبير حقق مع حيي سعيه حتى قرره واعترف بمحل الكنز .
7-الاستدلال على صحه الدعوه وعلى فسادها لقول النبي r لسعيه لما أدعى نفاذ المال قال النبي العهد قريب والمال اكثر من ذلك..
8-إباحه المشي بالليل لان النبي وأصحابه ساروا بليل .
8-جواز أستخدام المماليك والاحرار اذا اشترط عليهم وكانت ضروره .
9-قبول هديه الكافر قبل هدية اليهودية التي اهدت له شاة مسمومة .
10-جواز ذبائح أهل الكتاب لأن النبي rأكل من هذه الشاة التي أهدتها له هذه .
مكاتبة الرسول rلملوك الأرض
كاتب النبي r وبعض من أصحابه من بعث رسل إلى ملوك الأرض يدعوهم فيها إلى الإسلام .
كتابه إلى هرقل : ما جاء في الصحيحين أنه كتب r إلى هرقل كتاباً جاء فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ﴿قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواءٍ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولايتخذ بعضنا بعضاَ أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون﴾ .
كتب أيضاً النبي r إلى كسرى : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس سلام على من اتبع هدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله أدعوك بدعاية الله فإني أنا رسول إلى الناس كافة لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين أسلم تسلم فإن أبيت فعليك إثم المجوس فلما قرئ عليه الكتاب مزقه فبلغ ذلك رسول الله r فقال مزق اللهه ملكه.
كتب أيضاً النبي r إلى النجاشي : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة أسلم فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن وأشهد أن عيسى ابن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته وأن تتبعني وتؤمن بالذي جاءني فإني رسول الله وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل وقال فاقبلوا نصيحتي والسلام على من اتبع الهدى ، وبعث بالكتاب مع عمرو بن أمية الضمري .
كتب أيضاً إلى المقوقس صاحب مصر والإسكندرية : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم القبط ﴿قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن توليتم فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون﴾ وبعث بالكتاب مع حاطب بن أبي بلتعة فلما دخل عليه قال له إنه كان قبلك رجل يزعم أنه الرب الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى يعني فرعون ثم انتقم منه فاعتبر بغيرك ولايعتبر غيرك بك فقال إن لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه فقال حاطب ندعوك إلى دين الله وهو الإسلام .
تبين لنا أن هؤلاء الرسل الذين بعثهم النبي r حاطب وعمرو بن أمية وعمرو بن العاص كانوا على درجة عالية من العلم ويجيبون عن كل الإشكالات التي تقع عند هؤلاء الملوك والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
كتب أيضاً النبي r إلى المنذر أبن ساوه ذكر الواقدي بإسناده عن عكرمة هذا الكتاب .
وكتب أيضاً النبي r إلى ملك عمان كتاباً وبعثه مع عمرو بن العاص وفيه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله إلى جيفر سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلما تسلما فإني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين فإنكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما وإن أبيتما أن تقرا بالإسلام فإن ملككما زائل عنكما وخيلي تحل بساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما وختم الكتاب .
كتب النبي r أيضاً إلى صاحب اليمامة ..... وأرسل به مع سليط بن عمرو العامري .
يتبين لنا من أسلوب النبي r في الكتابة أنه تميز بعدة مميزات :
1-حفظ مكانة الأشخاص وإنزال الناس منازلهم .
2-تحلت بالاستشهاد بآيات من القرآن الكريم في ثناياها .
3- تميز أسلوب الدعوة بالكتابة بالترغيب والترهيب كان يقرن الترغيب بالترهيب أسلم تسلم وإن توليت فإنما عليك إثم المجوس عليك .
4-تميزت بأنها رسائل مختصرة .
5-جواز الاستفادة من وسائل الغير كما اتخذ النبي r الخاتم لكتبه ولذلك قال العلماء وأن اتخاذ الخاتم هنا جائز وقال بعض العلماءبسنيته لكن ابن باز رحمه الله يقول اتخاذ الخاتم هنا جائز والقول بسنيته محل نظر .بعض الدروس والعبر من هذه الرسائل والكتب :
1-عالمية دعوة الإسلام وأن النبي r بعثه الله I إلى الثقلين الإنس والجن بشيراً ونذيراً .
2-الحذر من موانع الهداية وأسباب منع الهدلية كثيرة جداً منها :
الجهل , أن لايكون أهلاً لقبول الدعوة , مانع الحسد و الكبر , مانع الرياسة وإن لم يصاحبه حسد أو كبر لكن لا يمكنه أن يجتمع له الانقياد للحق والرياسة , مانع الشهوة والمال ومحبة الأهل والأقارب ومحبة الدار .. إلخ .
غزوة الفتح
غزوة الفتح التي وقعت في شهر رمضان 8 للهجرة وكان مع النبي فيها 10 الاف من المسلمين , أوعب مع رسول الله المهاجرون والأنصار ولم يتخلف عنه منهم احد فلما نزل رسول الله r مر الظهران وقد عميت الأخبار عن قريش ، فلم يأتهم خبر عن رسول الله r ولاا يدرون ما هو فاعل وخرج في تلك الليالي أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء يتحسسون الأخبار وينظرون هل يجدونن خبرا أو يسمعون به وقد كان العباس بن عبد المطلب لقي رسول الله r ببعض الطريق ، ياصباح قريش والله لان دخل الرسول مكة علوه قبل ان يأتوه ويستعمروه انه لهلاك قريش لاخر الدهر قال فجلست على بغله رسول الله البيضاء وخرجت عليها حتى جئت علي وقلت أجد بعض الحطابه أو صاحب لبن يأتي مكة ويخبر بهم بمكان الرسول r ليخرجوا اليه فيستأمنوه قبل أن يدخلها عليهم عنوه قال فوالله اني لاأسير عليها والتمس ماخرجت له والتمس ماخرجت له اذ سمعت ماقاله ابو سفيان فألتقى العباس بابي سفيان الى ان جرى بينهم ماجرى من الحديث حول هذه الغزوة التي نكثت فيها قريش العهد مع الرسول فكان ابو سفيان قبل ان يسلم حريص ان يشد العهد مع النبي لكن النبي عندما جاء اليه لم يجبه انما سكت وتركه حتى جاء الى قوله ابن القيم فقال له العباس لابي سفيان ويحك اسلم واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قبل ان تضرب عنقك قال فشهد شهاده الحق واسلم قال العباس قلت يارسول الله ان ابا سفيان يحب الفخر اجعل له منه شيئا قال الرسول من دخل دار ابي سفيان فهو امن فرجع ابو سفيان الى قومه فقالوا ماذا اعطاك رسول الله قال جاء محمد بما لاقبل لكم به فمن دخل دار ابو سفيان فهو امن قالوا قاتلك الله وماتغني عنا دارك قال ومن اغلق عليه بابه فهو امن ومن دخل المسجد فهو امن فتفرق الناس الى دورهم ومساجدهم ودخل رسول الله r واضع رأسه تواضع لله لما أكرمه في هذا الفتح حتى ان عثونه لايكاد يمس واسطه الرحل من التواضع والخشوع لدخوله إلى مكة، أيضاً لما دخل المسجد أتى ابي بكر ومعه ابيه يقوده اليه فقال النبي هلا تركت الشيخ نأتيه اليه في بيته توقيرا لكبير السن فهو احق ان يمشى اليه فقال ابو بكر هو احق ان يمشي اليك فمسح النبي على صدره وقال اسلم فأسلم لما دخل كان رأسه كالثرامه قال النبي غيروا هذا من شأنه كان شديد البياض رأسه من الشيب.
بعض الفوائد والأحكام والغايات من هذا الفتح :
1-ان صلح الحديبية توطأه لهذا الفتح العظيم .حيث أمن الناس بعضهم بعضا وتعرفوا على الدعوه عن قرب وظهر من كان يكتم إسلامه .
2-أن أهل العهد اذا حاربوا منهم في ذمة الإمام وجواره وعهده صار حربا عليه ولم يبقى بينهم عهد فلهم ان يبيتهم على ديارهم ولا يحتاج أن يعلمهم على سواء وانما الاعلام اذا خاف منهم الخيانه .
3-جواز صلح الحرب على وضع القتال 10سنين قال وهل يجوز فوق ذلك الجواب يجوز للحاجه والمصلحه الراجحه كما اذا كان بالمسلمين ضعف وعدوهم أقوى منهم .
4-ان الإمام اذا سأل عن مالا يجوز بذله او يجب فسكت عن بذله لم يكن سكوته بذل له فأن ابا سفيان سال النبي تجديد العهد لينظر ماعند النبي فسكت النبي ولم يجبه.
5-ان رسول الكفار لا يقتل .
6- جاوز تبيت الكفار في ديارهم اذا جائتهم الدعوه .
7-جواز قتل الجاسوس وإن كان مسلما لأن عمر t سأل رسول الله r قتل حاطب بن أبي بلتعة لما بعث يخبر أهل مكة بالخبر ولم يقل فأجاب رسول الله r بأن فيه مانعا من قتله وهو شهوده بدرا .، وفي الجواب بهذا كالتنبيه على جواز قتل جاسوس ليس له مثل هذا المانع وهذا مذهب مالك ، وأحد الوجهين في مذهب أحمد ، وقال الشافعي وأبو حنيفة : لا يقتل وهو ظاهر مذهب أحمد والفريقان يحتجون بقصة حاطب والصحيح أن قتله راجع إلى رأي الإمام فإن رأى في قتله مصلحة للمسلمين قتله وإن كان استبقاؤه أصلح استبقاه.
8-جواز تجريد المرأه وتكشيفها عند الحاجه كما فعل بالظعينه التي ارسلها حاطب .
9-أن الرجل إذا نسب المسلم إلى النفاق والكفرمتأولا وغضبا لله ورسوله ودينه لا لهواه وحظه فإنه لا يكفر بذلك ولا يأثم بل يثاب على نيته. 10-ان الكبيره العظيمة مما دون الشرك قد تكفر بالحسنة الكبير ه الماحيه كما وقع الجس من حاطب مكفرا بشهوده من بدرا .
11-جواز مباغته المعاهدين اذا نقضوا العهد .
12-استحباب كثره المسلمين وقوتهم اذا جائوا الى الإمام كما أمر النبي بأشعال النيران ليلة الدخول الى مكة وامر العباس ان يحبس ابا سفيان عند خطم الجبل وهو ماتضايق منه حتى عرضت عليه عساكر الإسلام كانت اوقعت في قلبه الهيبه عندما رأى الجيوش والنيران وقال انه لاقبل لكم بمحمد وأصحابه .
13-تواضع الرسول rعند دخول مكة في أنخفاض وانكسار وتواضعاً لربه في مثل تلك الحال التي عاده النفوس مايملكها سررها وفرحها بالنصر والظفر والتأييد وأن يرفعها الى عنان السماء .
14-تأليف لقلب ابي سفيان وتوقير له .
15-الوفاء من النبي r بالعهد مع خزاعه وكانت خزاعه كانوا ناصحين للرسول كافرهم ومسلمهم على حد سواء .
16-النبي r لم يدخل البيت ويصلي فيه حتى محيت الصور منه ودخل وهو يلبس عمامه سوداء .
17-جواز اجاره المرأه وامانها للرجل وللرجلين كما كان من ام هانئ ( قد اجرنا من اجرتي يا ام هانئ ) ..
18-جواز قتل المرتد الذي تغلضت ردته من غير استتابة لما كان يوم فتح مكة اختبأ عبد الله بن سعد بن أبي السرح عند عثمان بن عفان فجاء به حتى أوقفه على النبي r فقال: يا رسول الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثًا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله. فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك ألا أومات إلينا بعينك؟ قال: إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين.
غزوة حنين
وقعت في السنة 8 للهجرة بعد فتح مكة كانت غزوة حنين تسمى غزوة أوطاس وغزوة هوازن لانها مع نفس القبيلة وحنين واوطاس موقعين بين حنين والطائف سميت الغزوة بمكانها ,لما سمعوا بفتح مكة جمعهم مالك بن عوف حاولوا أن يتقدموا ويقابلوا رسول الله فسار إليهم الرسول وذكر لهم أن عند صفوان بن أميه أذراعا وأسلحة فأرسل اليه الرسول فكان مشرك فقال له الرسول يا أبا أمية أعرنا سلاحك نقاتل عدونا فقال صفوان للنبي r فقال صفوان اغصبا يا محمد فقال عاريه مضمونه حتى نأديها اليك قال ليس بذلك بأس فأعطاه 100 درع منن ما يكفيها من السلاح ثم خرج الرسول معه 2000 من أهل مكة مع 10000الذين كانوا معه من قبل مضى الى هذا الموضع بين مكةة والطائف للقاء هوازن هذه القبيله التي أرادت العدوان على النبي rفي هذه الغزوة من الأحداث ما جاء في حديث ابي واقد الليثي عندما قال خرجنا مع الرسول r ونحن حدثا عهد بكفر وللمشركين سدره يعكفون عندها ويضعون عليها اسلحتهم يقال لها ذات أنواط فقالوا يا رسولل الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط قال الرسول الله أكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بني إسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم اله قال انكم قوما تجهلون لتركبن سنن من كان قبلكم .. أيضاً جاء في حديث جابر قوله لما أستقبلنا وادي حنين أنحدرنا بوادي من أوديه تهامه وفي عمليه الصلح كان القوم قد سبقونا الى الوادي فكمنوا لنا في شعابه ومضائقه وشدوا عليهم شده رجل واحد وانشمروا الناس راجعين وانحاز رسول الله ذات اليمين قال اين ايها الناس هلموا الي انا رسول الله انا محمد بن عبد الله حتى قال النبي للعباس ناد الناس قال العباس يا معشر الأنصار يا معشر أصحاب السمره فاجابوا لبيك لبيك فأشرق النبي في ركائبه فنظر الى مجتلد القوم وقال الان حمي الوطيس ثم كان النصر للنبي وجنده وان كان حدث احداث من انهم كانوا عندما رأوا كثرتهم قالوا انما لن نغلب اليوم بقلتنا .
بعض ما تضمنته هذه الغزوة من الفضائل :
1-أن الله وعد النبي اذا فتح مكة ان الناس سوف يدخلون بدين الله افواجا ودانت له العرب بأسرها فلما تم له ذلك اقتضت حكمته تعالى أن تجمع هوازن ومن تبعها على حرب رسول الله والمسلمين ليظهر امر الله وتمام إعزازه لرسوله ونصره لدينه ولتكون غنائمهم شكران لأهل الفتح
2-ان الله افتتح غزو العرب بغزوة بدر وختم بغزوة حنين وكذلك يقرن بهاتين الغزوتين بالذكر فيقال بدر وحنين وان كان بينهم 7 سنين:
-الملائكة قاتلت بأنفسها مع المسلمين .
-رمى بوجوه المشركين الحصباء .
-طفت جمرة العرب لغزو رسول الله r والمسلمين ففي بدر خوفتهم وكسرت شوكتهم والثانية استفرغت قواهم واذلت جمعهم حتى لم يجدو بد من الدخول بدين الله .
3-ان الإمام ينبغي له يبعث العيون ومن يدخل بين عدوه ليأتيهم خبرهم .
4-ان الإمام إذا سمع بقصد عدوه له لا يقعد لانتظاره بل يسيروا كما سار النبي r الى هوازن حتى لقيهم بحنين ..
5- أن الإمام له ان يستعير سلاح المشركين وعدتهم لقتال عدوهم كما فعل النبي r عندما استعار من صفوان ابن اميه وكان مشركا .
6-ان تمام التوكل استعمال الأسباب التي جعلها الله لمسبباتها قدرا وشرعا فان النبي وأصحابه اكمل الخلق توكلا إنما كانوا يلقون عدوهم وهم متحصنون بالسلاح ودخل النبي مكة والبيضة على رأسه وقد أنزل الله عليه والله يعصمك من الناس قال ابن القيم وكثير مما لا تحقيق عنده ولا رسوخ بالعلم يستشكل هذا ويتكايس بالجواب تاره بأن هذا فعله r تعليما للامه وتاره ان هذا كان قبل نزول الآية ويفند هذا ويقول انن ضمان الله له بالعصمة لا ينافي تعاطيه لأسبابها ولذلك كان يتخذ بالأسباب وأصحابه ومن بعده وهذا الموضع يغلط فيه كثير من الناسس يقول ابن القيم حتى ال لبعضهم الى ترك الأسباب والدعاء وزعم ان لا فائده فيه لانه اذا كان مقدرا ناله ولابد فعطلوا الأسباب ولم يعملو بها.
7-جواز عقر فرس العدو اذا كان ذلك عونا على قتله كما عقر علي جمل حامل رايه الكفار .
8-عفو رسول الله عن من هم بقتله ولم يعاجله بل دعا له ومسح صدره ورجع كأنه ولي حميد.
9-ظهور المعجزات للنبي r بما كان من الملائكة ورمي الحصاء بوجوه المشركين فوصل ما رماه الى عيون اعدائه وعلى بهؤلاء من كثر ه .
10-حديث ابي واقد الليثي حال حدثاء العهد بالإسلام حينما طلبوا من النبي r ان يجعل لهم ذات انواط ولذلك ذكر هذه الحادثه محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد..انهم قصدوا التقرب لله بذلك لظنهم ان هذا مايقربهم الى الله وقال انهم اذا جهلوا ذلك فغيرهم أولى بالجهل والنبي r لم يعذرهم بل بادرهم بقوله الله أكبر انها السنن لتتبعن سنن من كان قبلكم ..
10-حديث ابي واقد الليثي حال حدثاء العهد بالإسلام حينما طلبوا من النبي r ان يجعل لهم ذات انواط ولذلك ذكر هذه الحادثه محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد..انهم قصدوا التقرب لله بذلك لظنهم ان هذا مايقربهم الى الله وقال انهم اذا جهلوا ذلك فغيرهم أولى بالجهل والنبي r لم يعذرهم بل بادرهم بقوله الله أكبر انها السنن لتتبعن سنن من كان قبلكم ..
11-التكبير عند التعجب خلافا لمن كرهوا.
12-سد الذرائع .
13-من المسائل التي أستنبطها محمد بن عبد الوهاب قولهم نحن حدثاء عهد بكفر فيه ان غيرهم من لايجهل ذلك
14-الغضب عند التعليم النبي غضب عندما قالوا ذلك.
15-جواز انتظار الإمام لقسم الغنائم لاسلام الكفار ودخولهم الطاعة فيرد عليهم غنائمهم وفيه دليل لمن يقول ان الغنيمه تملك بالقسمه لا بمجرد الاستيلاء عليها اذا لو ملكها المسلمون لمجرد الاستيلا لم يستألي بها الرسول ليردها عليهم وعلى هذا فأن لو مات أحد الغانمين قبل القسمه او احرازها بدار الإسلام رد نصيبه على بقيه الغانمين دون ورثته قال وهذا مذهب أبي حنيفه. قال ان هذا العطاء اعطاه لما غنم المسلمون اعطى لقريش والمؤلفه قلوبهم من 100 وال200 من الشاه والبعير ماهو ظاهر بهذه الغزوة ..
16-ان هذا العطاء كانت سبب لقبولهم لهذا الدين وفي محبتهم له حتى قال بعضهم ..لقد أعطاني رسول الله وانه لا أبغض الخلق الي فمازال يعطيني حتى اصبح احب الخلق الي .
غزوة تبوك
وقعت في السنة الـ9 للهجرة وهي خاتمه غزوات النبي r حدثت في شهر رجب وكانت في زمن عسره من الناس وجدب من البلاد وفيها طابت الثمار والناس يحبون المقام بثمارهم وضلالهم وذلك قال منهم من قال لاتنفروا في الحر وهم المنافقين وأيضاً جرى في هذه الغزوة منن الأحداث ماهو معروف ومشهور .ولذلك امر المنافقين في هذه الغزوة ظاهر وتحدث عنهم في سورة التوبه بشكل مفصل لانهم خذلوا الناس عن الجهاد في هذه الغزوة أيضاً ماكان من نفقه عثمان بن عفان حيث انفق نفقه عظيمة لم ينفقها غيره كانت 300 بعير بأحلاسها وعدتها و1000 دينار عين. وأيضاً جرى بهذه الغزوة من الأحكام الشي الكثير.. النبي أقام في تبوك بضع عشر ليلة ثم أنصرف الى المدينة قافلا ولم يكن فيها قتال لما دنى الرسول من المدينة عائداً تلقاه الصحابة والنساء والاطفال بطلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا مادعى لله داع ولذلك يقول ابن القيم ان هذه الابيات قيلت بعودته من تبوك وبعضهم يوردها في مقدمه إلى المدينة بعد الهجرة لما دخل النبي المدينة بدأ في المسجد فصلى ركعتين ثم جلس للناس فجاءه المخلفون يعتذرون منه ويحلفون له وكانوا بضعه وثمانين رجلا فقبل الرسول علانيتهم ووكل سرائرهم الى الله. في هذه الغزوة جرت قصة كعب ابن مالك وهلال ابن أميه ومرارة بن الربيع الذين تخلفوا وكان منهمم ان أرجأ النبي أمرهم ونزلت توبتهم في كتاب الله فيما هو معلوم في سورة التوبه..وعلى الثلاثه الذين خلفوا .
مجمل الفوائد في هذه الغزوة :
1-جواز القتال في الشهر الحرام .
2-تصريح الإمام للرعيه واعلامهم بالامر الذي يظرهم ستره ليتأهبوا له والنبي اعلمهم ان المسافه بعيده والا كان اذا اراد غزوة ورا بغيرها .
3-أن الإمام اذا استنفر جيش لزمهم عليهم النفير ولم يجز لاحد ان يتخلف الا بأذن الإمام , وهذا احد المواضع الثلاثه التي يصير فيها الجهاد فرض عين :1/ اذا استنفر الإمام الجيش 2 / اذا حضر العدو البلد 3/ اذا حظر بين الصفين ..
4-وجوب الجهاد بالمال كما يجب بالنفس , ولذلك يقول ابن القيم ان الجهاد بالمال اهم من الجهاد بالنفس .
5-مابرز به عثمان بن عفان من النفقه العظيمة التي سبق بها الناس وقال له النبي r غفر الله لك ماأسررت وماأعلنت وماأخفيت وماأبديت ثم قال ماضر عثمان مافعل بعد اليوم ..
6-ان العاجز بماله لايعذر حتى يبذل جهده ويتحقق عجزه فأن الله انما نفى الحرج عن العاجزين بعد ان اتوا رسول الله ليحملهم فقال النبي لا اجد سببا لأحملكم عليه فرجعوا يبكون تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا ان لايجدوا ماينفقون ..
7-قول النبي rأن بالمدينة أقواما ماسرتم مسيرا ولاقطعتم وادياً الا شاركوكم بالاجر حبسهم العذر.. ومن هنا نعلم عظم مقدار النيه الصالحه اذا نوى الإنسان الخير يبلغه الله المنازل العاليه ..
8-استخلاف الإمام اذا سافر احد من الرعيه على الضعفاء والمعذورين والنساء .
9-ان الماء بأبار ثمود لايجوز شربه ولا الطبخ ولا الطهاره منه ويجوز للبهائم .
10-ان من مر بديار المغضوب عليهم والمعذبين لم ينبغي له ان يدخلها او يقيم بها بل يسير سريعا ويتقنع بثوبه حتى يتجاوزها ولايدخل عليهم الا باكيا معتبرا ومن هذا اسراع النبي السير في وادي محسر بين منى وعرفه فأنه المكان الذي أهلك الله فيه الفيل وأصحابه .
11-ان النبي rكان يجمع بين الصلاتين في السفر فكان يقصر ويجمع الصلاة بالطريق واما حال الاقامه فانه يكتفي بالقصر انما هو سنة .. 12-جواز التيمم بالرمل فان النبي قطعوا الرمال التي بين المدينة وتبوك ولم يحملوا ترابا .
13-استحباب حنث الحالف في يمينه اذا رأى خيرا منها فيكفر عن يمينه ويفعل الذي هو خير .
14-تركه قتل المنافقين وقد بلغه عنهم الكفر الصريح وكان في ترك قتلهم مصلحه تتضمن تأليف القلوب على رسول الله r وجمع كلمه الناس عليه وكان في قتلهم تنفير للاسلام وكان r يقول اتريد ان يتحدث الناس ان محمد يقتل أصحابه ..وعدم النفور من هذا الدين .
15-جواز الدفن بالليل عندما دفن ذي البجادين بالليل , وسئل عنه الإمام احمد وقال لاباس بذلك فابو بكر دفن ليلا وعلي دفن فاطمه ليلا وقالت عائشه سمعت صوت المساحي ليلا في دفن النبي r الى ان قال ابن القيم فان قيل فماتصنعون بالحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي rخطب يوما فذكر رجلا من أصحابه قبض وكفن ودفن ليلا فزجر النبي ان يقبر الرجل بالليل ؟ قال : نجمع بين الحديثين بحمد الله لانرد احدهما بالاخر فنكره الدفن بالليل ونزجر عنه الا لضروره او مصلحه راجحه كميت مات مع المسافرين بالليل ويتضررون بالاقامه به الى النهار وكذلك اذا خيف على الميت من الانفجار.
16-قوله r..أن بالمدينة أقواما ماسرتم مسيرا ولاقطعتم وادياً الا شاركوكم بالاجر حبسهم العذر.. قال هذا المعيه بقلوبهم لابأبدانهم وهذه احد مرتب الجهاد بالقلب ..
17-جواز أنشاد الشعر للقادم فرحا وسرورا به مالم يكن معه محرم من لهو .
18-ماجاء في قصة الثلاثه الذين تخلفوا بدون عذر ,وانما ابدوا للنبي أنهم تخلفوا لتفريط منهم وكان من شانهم أن هجروا مده 50 يوما حتى نزلت توبتهم في كتاب الله Iوحدث كعب بن مالك بقصته لكننا نشير الى الفوائد في هذه القصة :
أ/جواز إخبار الرجل عن تفريطه وتقصيره في طاعة الله ورسوله وعن سبب ذلك وما آل إليه أمره .
ب/ تسليه الإنسان نفسه عن مالم يقدر له من الخير بما قدم له من نظيره بما كتب له فانه سلى نفسه بشهاده بيعه العقبه وكان يقول لايراها دون مشهد بدر ولكنه شهد بيعه العقبه وسلى نفسه بهلال بن اميه ومراره بن الربيع .
ج/ ان الجيش في حياه النبي rلم يكن له ديوان فلم يعرف من تخلف او لم يتخلف وأول من عرف ديوان الجيش هو عمر بن الخطاب t.
ج/ ان الجيش في حياه النبي rلم يكن له ديوان فلم يعرف من تخلف او لم يتخلف وأول من عرف ديوان الجيش هو عمر بن الخطاب t.
د/ ماجاء في قصة كعب ان الفرد اذا حضرت له فرصه القربه والطاعة فالحزم في أغتنامها والمبادره اليها ويحذر المرء العجز أو التسويف .
هـ / أنه لم يكن يتخلف عن الرسول الا احد رجل ثلاثه مغموص عليه في النفاق ورجل من أهل الاعذار او من خلفه رسول الله على المدينة. ع / أن المطاع أو لا ينبغي أن يهمل من تخلف عنه بل يذكره ليراجع الطاعة ويتوب فإن النبي لما وصل الى تبوك قال مافعل كعب سأل عنه ولم يذكر سواه من المتخلفين عندها طعن فيه من طعن من الصحابة اجتهادا قال حبسه في برداه والنظر في عطفيه دافع عنه او ذب عنه معاذ قال بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه الا خير ولم ينكر النبي r على احد من الاثنين ولذلك قال ابن القيم جواز الطعن في الرجل بما يغلب على اجتهاد الطاعن حميه او ذب عن الله ورسوله .
غ / جواز الرد على الطاعن اذا غلب على ظن الرد انه وهم وغلط في الطعن فيه.
19- من الفوائد من هذه الغزوة : ان السنة للقادم من السفر أن يكون على وضوء وأن يبدأ ببيت الله قبل بيته فيصلي فيه ركعتين .
20-ان رسول الله r كان يقبل علانيه من أظهر الإسلام من المنافقين ويكل سريرته الى الله ويجري عليه حكم الظاهر ولايعاقبه .
21-ترك الإمام رد السلام على من أحدث حدثا زجرا له وتأديبا لغيره .فان النبي لم ينقل عنه أنه رد على كعب بل قابل سلامه بالتبسم المغضب .
22-قد يكون عن الغضب كما يكون عن التعجب والسرور كما ذكر ابن القيم أن النبي إذا سلم كعب لا يقول لا يدري إذا كان قد حرك شفتيه أم لا لكنه كان يتبسم ومعاتبه له على ما فعله.
23-معاتبه الإمام لمن يعزو عليه ويكرموا عليه فأنه عاتب الثلاثة دون سائر من تخلف عنه لكرامتهم ولذلك سأل عنهم .
24-توفيق الله لكعب وصاحبيه فيما جاءوا به من الصدق ولم يخذلهم حتى كذبوا واعتذروا بغير الحق فصلحت عاجلتهم وفسدت عاقبتهم. 25-قول النبي r لكعب (أما هذا فقد صدق )دليل ظاهر في التمسك بمفهوم اللقب عند قيام قرينة تقتضي تخصيص المذكور بالحكم.
26-قول كعب هل لقي هذا معي احد : قيل له نعم ولذلك ينبغي للمرء أن يسلي نفسه عندما يأتيه مصيبة بمن لقي مثله وربما يستأنس بذلك ما جاء بكتاب الله I﴿ولا تهنوهم ابتغاء القوم ان تكونوا فأن تكنوا تألمون فأنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا ترجون﴾
27-نهي النبي r عن كلام هؤلاء الثلاثة دليل على صدقهم وكذب الآخرين.
28- دليل على هجران الإمام والعالم لمن فعل ما يستوجب العتب ويكون هجرانه دواء له بحيث لا يضعف عن حصول الشفاء به ولا يزيد بالكمية والكيفية عليه فيهلكه فالهجر ليس تعذيب بل تأديب .
28- دليل على هجران الإمام والعالم لمن فعل ما يستوجب العتب ويكون هجرانه دواء له بحيث لا يضعف عن حصول الشفاء به ولا يزيد بالكمية والكيفية عليه فيهلكه فالهجر ليس تعذيب بل تأديب .
29-قول كعب حتى تنكرت لي الأرض فما هي بالتي اعرف هذا التنكر يجده الخائف والحزين والمهموم في الأرض والشجر والنبات ويجده المذنب والعاصي بحسب جرمه حتى في خلق زوجته وولده وخادمه ودابته حتى قال السلف اني اعصي الله فأجد ذلك في خلق دابتي وامرأتي . 30-وقوله حتى إذا طال ذلك علي تسورت جدار حائط أبي قتادة فيه دليل على دخول الإنسان دار صاحبه وجاره إذا علم رضاه بذلك وإن لم يستأذنه .
31-وفيه من أبتلاء الله لكعب حيث جاءه كتاب من ملك غسان يقول له ألحق بنا سمعنا ان صاحبك قد قلاك ألحق بنا نواسك فماكان منه الا ان يمم هذا الكتاب التنور مباشره، لذلك تجب المبادرة لاتلاف ما يخشى منه الفساد والمضره بالدين.
32- في أمر رسول الله r لهؤلاء الثلاثه ان يعتزلوا نسائهم لما مضى لهم 40 ليلة كبشارة لهم بمقدمات الفرج .
33-في سجود كعب لما سمع صوت البشير دليل ظاهر ان تلك عاده الصحابة سجود الشكر عند النعم المتجددة .
34- في أستباق صاحب الفرس والراقي ليبشر كعب دليل على حرص المرء على الخير .
35-ما علم وبشر كعب بادر الى نزع ثوبيه واعطاها للبشير وهذه من مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم .
36-هنأه النبيr بتوبته وهنأه الصحابة فلذلك من حدث له نعمه دينيه فيجب ان يهنأ عليها و القيام اليه اذا اقبل وهو جائز .
37- ان خير أيام العبد على الإطلاق وافضلها يوم توبته إلى الله لقول النبي لكعب ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك قيل كيف يكون هذا اليوم خير من يوم إسلامه قال هو مكمل ليوم إسلامه.
38- عظيم مقدار الصدق وتعليق سعاده الدنيا والآخرة والنجاة به.
39-عظيم مقدار التوبه وفضلها وانها غايه كمال المؤمن فإنه اعطاهم هذا الكمال بعد اخر الغزوات فتاب عليهم بتوفيقهم ثم تاب عليهم ثانيا لقبولها منهم.
مسجد الضرار
هو المسجد الذي بني على باطل وبناه المنافقون ارصاداً لمن حارب الله ورسوله وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين كما اخبر بذلك القرآن في سورة التوبة , أقبل رسول الله من تبوك حتى نزل بذي أوان وبينها وبين المدينة ساعة وكان أصحاب مسجد الضرار أتوه وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا يا رسول الله إنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة الشاتية وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه فقال إني على جناح سفر وحال شغل ولو قدمنا إن شاء الله لأتيناكم فصلينا لكم فيه فلما نزل بذي أوان جاءه خبر المسجد من السماء فدعى مالك بن الدخشم أخا بني سلمة بن عوف ومعن بن عدي العجلاني فقال انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه فخرجا مسرعين حتى أتيا بني سالم بن عوف وهم رهط مالك بن الدخشم فقال مالك لمعن أنظرني حتى أخرج إليك بنار من أهلي ودخل إلى أهله فأخذ سعفا من النخل فأشعل فيه نارا ثم خرجا يشتدان حتى دخلاه وفيه أهله فحرقاه وهدماه فتفرقوا عنه فأنزل الله فيه ( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين ). وذكر ابن إسحاق ان الذين بنوه هم اثني عشر رجلاً منهم ثعلبة ابن حاطب وكانوا يبتغون به ما ذكره الله Iفي كتابة من تلك الأسباب للتفريق بين المؤمنين وانزل الله على رسوله (لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق ان تقوم فيه )) يعني مسجد قباء أحق أن تقوم فيه إلى قوله ( فانهار به إلا نار جهنم ) قال ( لا يزال بنيانهم الذين بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم ) .
من الفوائد والحكم في مسجد الضرار :
1-تحريق أمكنه المعصية التي يعصى الله فيها وهدمها .
2-ان العمل الفاضل تقلبه النية هذا في الظاهر مسجد وللطاعة والعبادة ولكنه بني للتفريق بين المؤمنين.
3-الوقف لا يصح على غير بر ولا قربة .وعلى هذا فيهدم المسجد اذا بني على قبر كما ينبش الميت اذا دفن في المسجد.
وجاء في تفسير ابن كثير عند هذه القصة عند قولة لرسول الله ﴿ لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق ان تقوم فيه﴾ قال :
-فيه دليل على استحباب الصلاة في المساجد القديمة المؤسسة من أول بنائها على عبادة الله وحده لا شيرك له
-وعلى استحباب الصلاة مع الجماعة الصالحين ومع العباد العاملين المحافظين على إسباغ الوضوء وعلى التنزه عن ملابسة القاذورات .
وتكلم السعدي عن الآيات التي تحدثت عن مسجد الضرار وذكر جملة من الفوائد منها :
أ/ ان اتخاذ المسجد الذي يقصد به الضرار بانه محرم وانه يجب هدمه .
ب/ ان العمل اذا كان فاضلاً تغيرة النية وينقلب منهي عنه كما انقلبت نية أهل مسجد الضرار عملهم إلى ما ترى.
ج/ أن كل حالة يحصل فيها التفريق بين المؤمنين فانها من المعاصي التي يتعين تركها وإزالتها كما ان كل حالة يحصل بها جمع المؤمنين وإتلافهم يتعين إتباعها والأمر بها والحث عليها لان الله علل اتخاذهم لمسجد الضرار بهذا المقصد الموجب للنهي عنه.
د/ البعد عن المعصية والبعد عنها.
هـ / ان المعصية تؤثر في البقاع كما في مسجد الضرار ونهي عن الصلاة فيه وكذلك الطاعة تؤثر في الأماكن كما في مسجد قباء حتى قال الله I ﴿لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه﴾ ولهذا كان لمسجد قباء من الفضل ما ليس لغيرة حتى كان رسول الله r يزوره كل سبت يصلي فيه وحث على الصلاة فيه وانها كما جاء تعدل عمرة.
و / ان العمل المبني على الإخلاص والمتابعة وعلى التقوى الموصل لجنات النعيم والعمل المبني على سؤ القصد والبدع والظلال هو العمل المؤسس على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين .
ن/ ان كل عمل فيه مضارة لمسلم او فيه معصية لله فإن المعاصي من فروع الكفر أو فيه تفريق بين المؤمنين او معاونه لمن عادى الله ورسوله فانه محرم ممنوع منه
ي / انه اذا كان مسجد قباء مسجد أسس على التقوى ومسجد النبي r الذي أسسه بيده وعمل فيه واختاره الله له من باب أولى وأحرى.
الوفود التي قدمت عليه r بعد مقدمه من تبوك
نأخذ مثال واحد وهو أول هذه الوفود / وفد ثقيف: قدموا عليه في شهر رمضان وكان من شائنهم أنهم لما جاءوا الى النبي r علم بهم المغيرة ابن شعبة t فاراد ان يبشر النبي r بخبرهم. فقال له ابو بكر t اقسمت عليك بالله لا تسبقني بان اخبر رسول الله .ففعل المغيرة . فدخل ابو بكر واخبره r لما كان يعلمه لفرح النبي واغتباطه بمقدم هذا الوفد لانه حاصرهم في الطائف ثم تركهم ولما قيل له ادعوا الله على ثقيف قال اللهم اهد ثقيف وات بهم فأجاب الله دعاءه وهداهم الى الإسلام واتوا مسلمين ولما جائوا وكان فيهم كنانة ابن عبدياليل وهو راسهم يومئذ وفيهم عثمان ابن عبد العاص وهو اصغر الوفد وهو كان أحرصهم على تعلم الدين وعلى كتاب الله Iولذلك جعله النبي r عليهم بعد ذلك . انزل النبي r وفد ثقيف في المسجد وبنى لهم خياماً لكي يسمعوا القرآن ويروا الناس اذا صلوا وكان رسول الله r اذا خطب لا يذكر نفسه وقال أهل ثقيف يأمرنا ان نشهد انه رسول الله ولا يشهد به في خطبته فلما بلغة امرهم قال اني أول من شهد اني رسول الله وكانوا يغدون إلى الرسول r كل يوم ويخلفون ابن العاص على رحالهم لانه أصغرهم وكان عثمان كلما رجع الوفد اليه عمد الى رسول الله وسأله في الدين واستقرأه القران واختلف اليه عثمان مرارا حتى فقه في الدين وعلم ولذلك اشار اليه ابو بكر t على ان يؤمر عثمان ابن ابي العاص عليهم ويجعله اماما لهم لانه كان أحرصهم على التفقه في الدين. قال ابن اسحاق فمكث الوفد يختلفون الى رسول الله r وهو يدعوهم الى الإسلام فاسلموا ثم قالوا للنبي افرايت الزنا فإنا قوم نغترب فلابد لنا منه فقال هو عليكم حرام فإن الله I قال ﴿ولا تقربوا الزنا فانه فاحشة وساء سبيلا﴾ قالوا افرايت الربا فقالوا ان أموالنا كلها منه قال لكم رؤوس أموالكم وتلى عليهم قول الله I ﴿ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقي من الربا ان كنتم مؤمنين﴾ ثم قالوا له الخمر فتلى عليهم قول الله I﴿انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتبوه﴾. ثم طلبوا من النبي ان يبقي لهم اللات وهي اصنامهم فأبى عليهم فاستأذنوه بان لا يهدموها بانفسهم وان يبعث معهم من يهدمها فبعث معهم المغيرة ابن ابي شعبه وابا سفيان ليهدمها وان المغيرة هو الذي اخذ الفأس وضرب به ما كانوا يسمونه بالربة. وامر النبي r عثمان ابن ابي العاص ليجعل مسجد مكان طاغيتهم او مكان صنمهم الذي هدم.
ما يتعلق بفوائد هذه القصة:
1-حرص ابي بكر t على ادخال السرور على رسول الله r انه اقسم على المغيرة ان لا يخبر النبي r بذلك.
2-ان الرجل اذا غدر بقومه واخذ أموالهم ثم قدم مسلما لم يتعرض له الإمام وإلا لما اخذه من المال ولا يضمن ما اتلفة قبل مجيئه من مال أونفس مثال ان النبي لم يتعرض لما اخذه المغيرة من أموال الثقفيين وكان قبل ان يسلم المغيرة اما بعد الإسلام فإن الوضع يختلف.
3-جواز إنزال المشرك في المسجد اذا كان يرجو إسلامه وسماعه القرآن ومشاهدة أهل الإسلام ويرا تعظيم المسلمين لربهم .
4-حسن سياسة الوفد وتلطفهم حتى تمكنوا من إبلاغ ثقيف الوفد عندما جاؤوا إلى ثقيف فقد تدرجوا في اخبارهم حتى استأنسوا وقبلوا دعوة الإسلام .
5-أن المستحق لإمرة القوم وإمامتهم أفضلهم وأعلمهم بكتاب الله وأفقههم في دينه كما كان من حال عثمان ابن ابي العاص .
6- هدم مواضع الشرك التي تتخذ بيوتاً للطواغيت وهدمها أحب إلى الله ورسوله وأنفع للإسلام والمسلمين من هدم الحانات والمواخير, وهذا حال المشاهد المبنية على القبور التي تعبد من دون الله, ويشرك بأربابها مع الله, لا يحل إبقاؤها في الإسلام, ويجب هدمها وللإمام أخذها كلها وصرفها في مصالح المسلمين .
7- وجوب العناية بالدليل ونحن مما تقدم معنا بقولهم للنبي ائذن لنا بالزنا ائذن لنا بالربا كان النبي r يجيبهم من كتاب الله I ويبين لهم تحريم ما رغبوا به من القرآن الكريم.
8- استحباب المساجد بيوت للطواغيت ويعبد الله في الأمكنة التي كان يشرك فيها وهذا الواجب في مثل هذه المشاهد تهدم وتجعل مساجد ان احتاج إليها المسلمون لأن النبي امر عثمان ابن ابي العاص ان يجعل موضع الطاغية مسجد ..
حجة الوداع
كانت بالسنة العاشرة من الهجرة، لا خلاف أن النبي r لم يحج بعد هجرته إلي حجة واحدة هي حجة الوداع، أما قبل مبعثه فقد جاء أن النبي قد حج حجتين قبل أن يبعث ..قصة حجة الوداع قصة طويلة و ما فيها من الفقه كثير جداً ولن نستطيع أن نستوعبه في هذه الحلقة ولكننا نشير أشارات إلى بعض الفوائد والأحكام , روى جابر t قال خرجنا مع رسول الله r معنا النساء والولدان حتى أتينا لذي الحليفه وفيه دلاله على اهتمام رسول الله r وصحابته الكرام بالنساء والصبيان واصطحابهم في رحلة الحج للتفقه في الدين ..ولهذا رفعة أمراءهً صبياً إلي النبي r و قالت ألهذا حج "قال نعم و لكي أجر ". قال جابر t نظرت إلي مد بصري من بين يديه من راكبٍ وماشي وعن يمينه مثل ذالك وعن يساره مثل ذالك ومن خلفه مثل ذالك ورسول الله r بين أظهرنا وعليه ينزل القران وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا به.. لأن النبي قال "خذوا عني مناسكك " وأبدى في هذا عليه الصلاة والسلام فقال جابر فأهل بالتوحيد "لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك أن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك " وهل الناس بهذا الذي يهل به ..العبرة العظيمة في قوله جابر فأهل بالتوحيد أن هذا الحج مبناه على التوحيد فهو من أوله إلي آخره وبين ثناياه كله تعظيم لله Iوتوحيد له وأفراد له بالعبادة، فمنذو يتلبس الفرد بإحرامه يلبي بالتوحيد بهذه التلبية العظيمة التي يقرر فيها العبد أن الله تبارك وتعالي هو المتفرد بالعبادة وأنه لا شريك له في ملكه، .
قال حتى إذا أتينا البيت معه صبح رابعةً مضت من ذي الحجة وفي رواية دخلنا مكة عند ارتفاع الضحى ثم طاف uبالبيت بعد أن دخل إلى المسجد الحرام وصلى بعد طوافه الركعتين خلف المقام وقراء بالركعة الأولى " قل يا أيها الكافرون" والركعة الثانية "قل هو الله أحد" ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها وصب على رأسه ثم رجع إلي الركن وأستلمه ثم خرج من الباب وفي رواية باب الصفا، فلما دنا من الصفا قراء ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾، أبداء بما بدا الله به " فبداء بالصفا وصعد عليه حتى رأى البيت فستقبل القبلة فوحد الله وكبره ثلاثا وحمده وقال "لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده " ثم دعا بين ذالك وقال مثل ذالك ثلاث مرات ثم نزل ماشيًا إلى المروة، إلى أن قال جابر t حتى إذا كان آخر طوافه r وفي رواية كان السابع المروة قال "يا أيها الناس.. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلي آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين.. وبعد، لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ولا جعلتها عمره، فمن كان منكم ليس معه هدي فل يحل أو يجعلها عمره " من هذا المقطع يستفاد :
-أهمية الخطابة حيث خطب النبي r أكثر من مره .
-في قول الرسول r "يا أيها الناس" نداء وهذا النداء حث علي الاستماع والإنصات كما هو الحال في الأذان قبل خطبة الجمعة هو نداء للخطبة والصلاة لتهيئة الناس .
-عندما قال النبي r "بل لأبداً أبد " كررها ثلاثاً، والتكرار من هديه r في أحاديثه عند التأكيد فما زال يكررها في شهادة الزور حتى قلنا ليته سكت .
بعدها أتجه في اليوم الثامن إلى منى وصلى فيها الصلوات الخمس قصراً بدون جمع ثم لما كان اليوم التاسع ذهب إلى عرفة مع أصحابه وبقي فيها إلى غروب الشمس ثم بعد ذلك ذهب إلى مزدلفة, وقول جابر t "فلما أجاز رسول r من المزدلفة من المشعر الحرام لم تشك قريش أنه سيقتصر عليه ويكون منزله ثم فأجاز ولم يعرض له حتى أتى عرفات فنزل فوجد القبة قد ضربت له بنمره فنزل بهآ حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء وكحلة فركب حتى أتى بطن الوادي فخطب الناس: إن دمائكم وأموالكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا وإن كل شياً من أمر الجاهلية تحت قدمي هاتين موضوع ودماء الجاهلية موضوعه وأن أول دماً أضعُ من دمائنا دم الربيعة أبن الحارث أبن عبد المطلب.. إلى أن قال uفأتقو الله في النساء فأنكم أخذتموهن في أمانة الله، إني قد تركتُ فيكم ما لن تظلُوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله "..في قوله r "أتقو الله بالنساء "الحث علي مراعاة حق النساء والوصية بهن ومعاشرتهن بالمعروف وفي قولة " إني قد تركتُ فيكم ما لن تظلُوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله " فائدة من أعظم الفوائد وهي وجوب التمسك بكتاب الله وسنة نبيه r.
قال r "وأنكم تسألون وفي لفظ مسئولون عني فماذا أنتم قائلون" قالوا نشهد أنك بلغت رسالات ربك وأديت ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك.. فقال بأصبعه ألسبابه يرفعها إلي السماء وينكتها إلي الناس "اللهم أشهد أللهم أشهد" في هذا المقال من الرسول r جمالل الأسلوب ونهاية الخطبة نهاية سلسة تثبت وترسخ هذه الخطبة في أذهان السامعين الذين حفظوها من رسول r أيضاً في خطبته في يوم عرفة نوع أسلوبه مابين السؤال وما بين الإخبار ومابين التقرير لأن لآ يحصل الملل للسامعين فكان أحياناً يسألهم في ثنايا الخطبة أي شهراً هذا ؟... أي يومٍ هذا؟..أيضاً كان u يستخدم يديه وإشارته وهذا فيه تأكيد للمعني وأيضاًح له فيه تكرار لفظ اللهم فشهد للترسيخ وليرسخ الكلامم في الذهن و يحفظ الجميع، أيضاً ما ذكره جابر t قال بعد أن ذكر خطبة عرفه ثم ركب r حتى أتي الموقد فجعل بطن ناقته صخرات وجعل حبل المشاة بين يديه وأستقبل القبلة فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس ..ثم انصرف النبي إلى مزدلفة، صلى فيها المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ثم أتى المشعر الحرام ورقى عليه واستقبل القبلة ودعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً وقال " وقفتً هاهنا ومزدلفه كلها موقف " وأردف الفضل ابن العباس معه، كان الفضل حسن الشعر أبيض وسيم فلما دفع النبي r مرت به طعن فطفق الفضل ينظر إليهن فوضع النبي يده علي وجه الفضل ليحول بينه وبين النضر المحرم الذي ينبغي عليه أن يصرف بصره عنه امتثالاً لقول الله u " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " ولاسيما في مثل هذا الموطن العظيم الذي ينبغي أن يكون فيه المرء أكثر حرصاً علي حفظ سمعه وبصره وفرجه من كل ما يخدش حجه .
كان الصحابة y يسألون النبي في كل مكان على قارعة الطريق وفي المشاعر وجاء في سؤالهم له في يوم العيد عندما كانوا يبادرون إلى سؤالهم، حلقت قبل أن أنحر؟.. فكان يقول لا حرج.. حلقت قبل أن أرمي؟.. فقال لا حرج .. فكان u يبين يسر وسماحة هذا الدين عبر هذا المنسك العظيم الذي فيه العديد من الأفعال التي قلنا من قبل أن مقصودها الأعظم هو توحيد الله I وأفراده في العبادة .
تضمنت حجه النبي r ستة وقفات للدعاء:
1-على الصفا 2-والمروة 3-عرفه 4-مزدلفة 5-الجمرة الأولى 6-الجمرة الثانية.
تضمنت حجته التأكيد على الاعتصام بالكتاب والسنة، والوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور أوصاهم u " بأن ثلاثة لا يغل عليهن قلب مسلم أخلاص العمل لله و مناصحة ولاة الأمور ولزوم جماعة المسلمين " حذرهم من الغلو بالدين قال " بمثل هذه فارمو وإياكم والغلو بالدين " يعني ظهر جملة من الحكم والعبر في حجة الوداع، تقدم أن قلنا أكد علي تحريم الدماء والأموال والأعراض وأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وأنه لا يحل لأمرء مال أخيه المسلم إلي عن طيب نفسٍ منه، أيضاً حذر من الكذب ولاسيما علي الكذب عليه " من كذب علي متعمداً فل يتبوأ مقعده من النار" أيضاً أوصى بالنساء وأمتثل بالرفق بالنساء حيث تلطف وسمح لعائشة بالعمرة بعد أن فرغوا من الحج ..حجة الوداع طويلة وحسبنا أنا ذكرنا جزءً مما يتعلق من الفوائد في هذه الحجة التي هي مقدمه وإرهاص لوفاة النبي r حيث كان قد أخبرهم بقرب وفاته حيث قال لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ..
مرض النبي r ووفاته
النبي r توفي في السنة الحادية عشره.. في شهر ربيع الأول كانت وفاته r هي أعظم مصيبة مرت وحلت بالأمة، ولذالك كان المسور أبن مخرمه يقول أن النبي r قال "من عظمة مصيبته فليتذكر مصيبته بي فأنها ستهون عليه مصيبته" نعرض لها كما ذكرت في سيرة ابنن هشام أو كما ذكره أبن القيم في الزاد حيث ذكر ابتداء شكوى رسول الله r قال ابن إسحاق "فبينا الناس على ذالك ابتداء رسول الله بشكواه الذي قبضه الله فيه إلي ما أراد الله Iبه من كرمه ورحمته في ليال بقين من صفر أو في أول شهر ربيع الأول أي في 11 للهجرة، فكان أول ما أبتلي به من ذالك بما ذكر لي أنه خرج إلي بقيع الغرقد من جوف الليل فأستغفر لأهل البقيع يحدث بذالك أبو مويهبه مولى رسول الله r حيث قال بعثني رسول الله r من جوف الليل فقال يا أبا مويهبه إني قد أمرتُ أن أستغفر لأهل هذا البقيع فأنطلق معي فانطلقت معه فلما وقف بين أظهرهم قال السلام عليكم يا أهل المقابر ليهنأ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى ثم أقبل علي وقال يا أبا مويهبه إني قد أتيت مفاتح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فخيرة بين ذالك وبين لقاء ربي والجنة، فقلت بأبي أنت و أمي فخذ مفاتح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة قال لا والله يا أبا مويهبه لقد اخترت لقاء ربي والجنة ثم أستغفر لأهل البقيع ثم أنصرف فبداء برسول الله r وجعه الذي قبضه الله فيه". تقول عائشة رضي الله عنها "رجع رسول الله r من البقيع وأنا أجد صداعاً في رأسي وأنا أقول وارأساه فقال بلل أنا والله يا عائشة وارأساه، ثم قال وما ضركِ لو مُتي قبلي فقمتُ عليكي وكفنتكي وصليتُ عليكي ودفنتكي، قالت والله لكأني بك لو أنن فعلت ذالك لقد رجعت إلى بيتي وأعرست فيه ببعض نسائك، قالت فتبسم رسول الله وتتام به وجعه وهو يدور على نسائه حتى أستعز به وهو في بيت ميمونة فدعا نسائه فستأذنهن في أن يمرض في بيته فأذن له أن يمرض في بيت عائشة فخرج رسول الله يمشي بين رجلين من أهله أحدهما الفضل ابن عباس ورجلاً آخر قيل هو علي أبن طالب t ،عاصباً رأسه تخط قدماه حتى دخل بيتي، ثم غمر رسول الله الوجع وأشتد به قال هريقُ علي سبع قرب من أباري شتى حتى أخرج للناس فأعد عليهم، قالت فأقعدناهم في مخضب لحفصة بنت عمر ثم صببنا عليه الماء حتى طفق يقول حسبكم حسبكم فخرج عاصباً رأسهُ حتى جلس على المنبر ثم كان أول ما تكلم به أن صلى على أصحاب أحد وأستغفر لهم فأكثر الصلاة عليهم، ثم قال أن عبداً من عباد الله خيرهُ الله بين الدنيا وبين ما عندهُ ن فأختار ما عند الله ففهمها أبو بكر t وعرف أنن نفسهُ تحتضر، فبكى وقال بل نحنُ نفديك بأنفسنا وأبنائنا فقال على رسلك يا أبى بكر ثم قال أنظرُوا هذه الأبواب الافظه في المسجد سدوها إلا باب أبو بكر فأني لا أعلمُ أحدا كان أفضل بالصحبةِ عندي يداً منه، فأني لو كُنت متخذاً من العبادِ خليلاً لاتخذت أبى بكر خليلاً ولكن صُحبتة وإخاءُ وإيمان، حتى يجمع الله بيننا عنده , وأستبطئ الناس في بعث أسامه أبنُ زيد وهو في وجعه" يعني النبي " فخرج uعاصباً رأسه، حتى جلس علي المنبر.. وقد كان الناس قالوا في أمر أسامه أنه أمر غلاماً حدثً علي المهاجرين و الأنصار، فحمد الله النبي r وأثني عليه بما هو له آهل، ثم قال "يا أيها الناس أنفذوا بعث أسامه فلعمري أن قلتم في إمرته لقد قلتم في أمارة أبيه من قبل، وأنه لخليق للإمارة ".. ثم نزل رسول الله r وأنكمش الناسُ في جهازهم وأستعز في رسول الله r وجعهُ فخرج أسامه وخرج جيشهُ معه حتى نزلُ قريباً من المدينة ينتظرون ماذا يكون من شأن النبي r ، قال أسامه ابن زيد t لما ثقل النبي r هبطت وهبط الناسُ معي إلي المدينة فدخلت علي الرسول r وقد أصمت فلا يتكلم فجعل يرفع يدهُ إلي السماء ثم يضعُها علي فأعرفُ أنه يدعو لي .. تُحدثُ عائشة رضي الله عنها فتقول، كان رسول الله r كثيراً ما أسمعهُ يقول أن الله لم يقبض نبياً حتى يُخيرهُ، قالت فلما حظر رسول الله r كان آخر كلمةٍ سمعتُها وهو يقول بل الرفيق الأعلى من الجنة، قالت فقُلت إذاً والله لا يختارُنا وعرفتُ أنه الذي كان يقول إن نبيً لم يقبض حتى يُخير ..تقول رضي الله عنها لما أستعزا برسول الله r ، قال مُرُ أبى بكر فليُصلي بالناس، قالت قلتُ يا نبي الله إن أبي بكر رجُلٌ رقيق ضعيف الصوت كثير البُكاء إذا قراء القران،، فقال مروهُ فل يصلي بالناس. تقول فعُدتُ بمثل قولي قال أنكُن صواحب يوسف فمرهُ فل يصلي بالناس، قالت رضي الله عنها فو الله ما قُلت لهُ ذلك إلا كنتُ أحب أن يصرف ذاك عن أبي بكر وعرفتُ ان الناس لا يُحبون رجُلاً قام مقامهُ أبداً، وأن الناس سيتشأمون به في كُل حدثٍ كان فكُنت أحب أن يصرف ذالك عن آبي بكر .. أيضاً جاء عن عبد الله بن زمعة ابن الأسود ابن المطلب قولهُ، لما أستعزى برسول الله r وأنا عندهُ في نفر من المسلمين، دعاه بلال إلى الصلاة فقال أمروا من يصلي بالناس، قال فخرجتُ فإذا عمر في الناس وكان أبي بكر غائباً، فقلتُ قم يا عمر فصلي بالناس، فصلى بهم عمر، فلما سمع رسول الله r صوت عُمر قال أين أبو بكر يأبى الله ذالك والمسلمون يأبىى الله ذالك والمسلمون، وكان عمر t يضن أن عبد الله ابن زمعه هو الذي أخبر من النبي r أن يصلي بالناس ولذالك وبخهُ وقال ويحك ماذا صنعت بي يا بن زمعه والله ما ضننت حين أمرتني إلي أن رسول الله r أمرك بذالك ولولا ذالك ما صليت بالناس .. لما كان يوم الاثنين الذي قبض فيه رسول الله r ، خرج إلي الناس وهم يصلون الصبح فرفع الستر وفتح الباب فخرج رسول الله r فقام على باب عائشة فكادد المسلمون يفتنون في صلاتهم برسول الله r حين رأوه فرحاً به وتفرجُ فأشار عليهم r أن يثبُتوا على صلاتكم، فتبسم رسول الله r سروراً لما رآهه من هيئتهم في صلاتهم، فقال الراوي وما رأيتُ رسول الله r أحسن هيأتً منه تلك الساعة، ثم رجع وأنصرف الناس وهم يرون أن رسول الله r قد أفاق من وجعه فرجع أبى بكر إلي أهله بالسُنح قريباً من المدينة، فلما كان يوم الاثنين الذي هو أيضا خرج النبي إلى صحابته ليطمئن لصلاتهم وينظر إليهم النظرة الأخيرة ونظرُ أنهُ بريء من وجعه u، ولذالك كان أن رجع أبى بكر t إلى أهله لما قال للنبي r يأنبي الله إني أراك قد أصبحت بنعمتٍ من الله، يقصد ذلك اليوم .. واليوم يوم بنت خارجه فأتيها؟. قال نعم. فخرج إليها بالسنح قريباً من المدينة ..وخرج أيضاً علي ابن أبي طالب t على الناس من عند رسول الله r فقال له الناس يا أبي الحسن كيف أصبح رسول الله، قال أصبح بحمد الله بارئاًً .. وتذكر عائشة رضي الله عنها قالت رجع إلي رسول الله r في ذالك اليوم حين دخل من المسجد، فأضطجع في حجري، فدخل علي رجلل من آل بكر وفي يده سواك أخضر .. قالت فنظر رسول الله r إليه في يدهِ نظراً عرفتُ أنهُ يريدهُ يعني يُريد السواك، قالت فقلتُ يا رسول الله أتُحب أن أعطيك هذا السواك، قال نعم .. قالت فأخذتهُ فمضغتهُ لهُ حتى لينتهُ ثم أعطيتهُ إياه، قالت فأستني به كأشد ما رأيتهُ يستن بسواك قط، ثم وضعهُ ووجدتُ رسول الله r يثقُلُ في حجري فذهبتُ أنظر في وجهه فإذا بصرهُ قد شخص وهو يقول بل الرفيق الأعلى من الجنة،، قالت فقُلتُ خُيرة فاخترت والذي بعثك بالحق، قالت فقُبض رسول الله r. فتوفى r حين أشتدّ الضحى من ذالك اليوم، وكانت عائشة رضي الله عنها تقول مات رسول الله r بين سحريِ ونحريِ وفي دولتي لم أضم فيه أحد من سفهي وحداثةِ سني أن رسول الله r ، قُبض وهوو في حجريِ ثم وضعتُ رأسهُ في وسادة وقُمتُ ألتدم مع النساء، وأضربُ وجهي ..
لما توفي رسول الله r قام عمر بن الخطاب t فقال إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله r قد توفي، وأن رسول الله r ما مات ولكنهُ ذهب إلي ربه كما ذهب موسى ابن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلةً ثم رجع إليهم بعد ان قيل قد مات، ووالله ليرجعن رسول الله r كما رجع موسى وليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله r مات. أقبل أبو بكر t حتى نزل علي باب المسجد حين بلغُه الخبر وعمر يُكلم الناس فلم يلتفت إلي شيء حتى دخل علي رسول الله r في بيت عائشة ورسول الله r مسجى في ناحية البيت عليهِ بوردة حبره فأقبل حتى كشف عن وجهه ثم أقبل عليه وقبلهُ ثم قال بأبي أنت وأمي، أما الموتة التي كتبها الله عليك فقد ذُقتها ثم لن تصيبك بعدها موتتٌ أبدى، ثم رد البرد على رسول الله r ، ثم خرج وعمر يكلم الناس فقال علي رسلك يا عمر، أنصت فأبى إلا أن يتكلم فلما رآه أبوو بكر لا يُنصت أقبل على الناس فلما سمع الناس كلامهُ أقبلوا عليه وتركوا عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس، إنهُ من كان يعبدد محمداً فأن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فأن الله حيٌ لا يموت قال ثم تلا هذه الآية ﴿وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرُسول أفأن مات أو قُتل أنقبتم علي أعقابكم ومن ينقلب علي عقيبيه فلن يضر الله شيء وسيجزي الله الشاكرين﴾ .. قال فو الله لكأن الناس لم يعلموا ان هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر t يوم إذاً قال فأخذُ الناس عن أبى بكر فإنما هي في أفواههم، فقال عمر والله ما هو إلا أنن سمعت آبى بكر تلاها حتى وقعتُ إلى الأرض ما تحملني رجلاي وعرفتُ أن رسول الله r قد مات. وعثمان أيضاً كان ممن أُخرس فكان لاا يُكلم أحداً فيُأخذ بيديه ويُجاء بهِ فيُنقاد.. وأما علي فقعد في الأرض ولم يبرح البيت حتى دخل أبو بكر وهو في ذالك وكان على كمال من العقل والمقال والجلد والثبات والصبر وقوة اليقين بأن الله I قضى وقدر الموت علي نبيه r فكشف عن وجهه وقبل جبينه وبكى بكاءً شديداًً وقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله .. إلي آخر حديثه مما تقدم .
مجمل الفوائد في هذه :
1-فضيلة أبي بكر t وشجاعتهُ وثباتُه وفيها عظيم فقهه وقوة يقينه .
2-فضيلة عمر t ووقوفه عند الدليل عندما قراء أبو بكر الآية .
3-فضيلة عائشة رضي الله عنها ومنزلتها من رسول الله r فأحب أن يمرض عندها ومات في حجرها رضي الله عنها .
4-فضيلة أسامة ابن زيد ودعاء النبي r لهُ .
5- عظيم محبة الصحابة y لرسول الله r .
6-عظيم منزلة الصلاة حين كانت آخر الوصايا لرسول الله r .
وفي الختام أسأل الله تبارك وتعالى أن يجمعنا بنبينا محمد r ووالدينا وسائر المسلمين في جنات النعيم، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلي آله وأصحابه وسلم.
والحمد لله أولا وآخرا
لخصها الفقير إلى عفو ربه : المكافح
يوم الأحد الموافق 17/1/1431هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق