لقد وجدت العديد من المعالجين يشخص الحالة للمريض بمجرد رؤيته مباشرة فيطلق عليه الحكم بأن بك سحر أو عين أو مس ، وأحسنهم حالا من يقرأ خمس دقائق ثم يطلق الحكم ، وهذا في نظري غير سليم لعدة اعتبارات منها:
أولا : أن الأعراض غيبية ولا يمكن القطع أو الجزم فيها بأي حال من الأحوال ، ويكفي المعالِج أن يتحسس الداء ليستطيع أن يصف الدواء النافع الثابت في الكتاب والسنه بإذن الله سبحانه تعالى 0
ثانيا : أن التشخيص قد يترك آثارا جانبية سلبية على الحالة المرضية ، بحيث تؤثر على نفسيته وسلوكه وتصرفه 0
ثالثا : إن التخبط الحاصل لدى بعض المعالِجين في قضايا التشخيص ، أورثت لدى المرضى مشاكل نفسية غير المعاناة الأصلية ، فعاشوا في دوامة وصراع ، لا يعلمون أيهم يصدقون 0
وبسبب غيبية تلك القضايا وعدم إمكانية الجزم أو القطع فيها ، ترى بعض المعالِجين بالكتاب والسنة يشخصون بناء على بعض المعطيات التي ظهرت أثناء وبعد الرقية الشرعية ، وتتضارب الأقوال ، فتارة تشخص الحالة بالسحر ، وتارة أخرى بالعين وهكذا ، مع أن الأولى للمعالِج الاهتمام بترسيخ الاعتقادات الصحيحة ، وتوجيه الحالة توجيها سلوكيا وتربويا ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، بحيث يربط المرضى من خلال هذه المنهجية بخالقهم ، فيتعلقون به ، ويلجأون إليه ويسألونه الشفاء والعافية 0
وأعجب كثيرا من بعض المعالِجين الذين يتسرعون في قضايا التشخيص، فيطلقون العبارات والكلمات دون أن يحسب لها حساب ، أو أن توزن بميزان الشريعة ، وقد يكون لتلك الكلمات وقع وتأثير على نفسية المرضى وأحاسيسهم ومشاعرهم ، وقد سمعت عن البعض ممن يشخص عن طريق الهاتف أو المشافهة ، دون الرقية ودون الدراسة والبحث والتقصي وهذا مطلب أساسي يحتاجه المعالِج ليكون قريبا من الحقيقة والواقع ، وإن دلت تلك التصرفات على شيء فإنما تدل على جهل أولئك ، وافترائهم وقولهم بغير علم ، ومثل هذه السلوكيات والمناهج العلاجية تؤدي لمفاسد عظيمة يترتب عليها محاذير شرعية لا يعلم مداها وضررها إلا الله .
يقول الشيخ أسامة المعاني صاحب موسوعة الرقية الشرعية :
حدثني أحد الثقات أنه كان في زيارة له مع صديق لأحد المعالِجين ، وكان لهذا الصديق طفل في شهره الثاني يعاني من ضمور في الدماغ نتيجة لنقص توفر الأكسجين أثناء عملية الولادة ، وقد تم عرض الطفل على المعالِج ، يقول الأخ : وكم كانت دهشتي واستغرابي عند رؤية المعالِج لهذه الحالة حيث قال ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 000 هذا الطفل يعاني من عين جنية ) :eek: ، فما كان مني إلا أن أوعزت لصاحبي بترك هذا الجاهل لخطورة ما يقول ، خاصة أن هذا القول مبني على احتمالين لا ثالث لهما :
الأول أنه يستعين بالجن والشياطين.
والاحتمال الثاني وهو الأقرب ، بأنه قول بغير علم يختص بأمور الغيب ، وما كان هذا التصرف إلا لإيهام العامة بأنه حاذق في مهنته متمرس في صنعته صاحب نظر ثاقب ورأي سديد ، وليس أعظم من ذلك الجهل جهل آخر 0
ولذلك أوصي المعالجين بما يلي :
1- إخلاص النية لله سبحانه وتعالى في العلاج 0
2- التركيز على ترسيخ العقيدة لدى المرضى0
3- التمسك بمنهج الكتاب والسنة 0
4- التركيز على الجانب الدعوي 0
5- التقيد بالأمور الشرعية الخاصة بالنساء 0
6- اتقاء فتنة النساء 0
7- إرشاد المرضى لأسباب تسلط الأرواح الخبيثة 0
8- غرس الثقة واليقين بالله سبحانه وتعالى في نفوس المرضى 0
9- الاسترشاد بآراء العلماء وطلبة العلم في الأمور المشكلة والمتعلقة بموضوع الرقية الشرعية والعلاج 0
10- الحذر من استدراجات الشيطان ومكائده 0
11- حث المرضى على الصبر والتحمل واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى 0
12- أن يتحلى المعالِج بالحلم والأناة 0
13- القدوة 0
14- المحافظة على أسرار المرضى 0
15- المحافظة على سلامة المرضى 0
16- التأني في إصدار الحكم على الحالة المرضية : وعدم التسرع في إعطاء الحكم ومسبباته عن المعاناة وطبيعتها ، إلا بعد التثبت والتأكد ودراسة الحالة دراسة علمية دقيقة ، وإعادة الأمر أثناء التشخيص وبعده لعلم الله سبحانه وتعالى ، مع ترجيح غلبة الظن في المسألة دون الجزم والقطع والتأكيد بأن الحالة تعاني من السحر أو الحسد أو العين ونحوه ، كأن يقول : ( يغلب على ضني أن الحالة تعاني من السحر مثلا ، فما أصبت فمن الله وحده ، وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ) .
17- عدم التأثر بآراء الآخرين 0
18- استخدام أسلوب التورية ( المعاريض ) : قد يحتاج المعالِج أحيانا لاستخدام أسلوب التورية ( المعاريض ) حفاظا على الحالة النفسية للمريض وسلامته البدنية 0
19- الابتعاد عن مواضع الريبة والشك 0
20- عدم المغالاة في استخدام الأمور المباحة 0
21- التجرد في الحكم على المعالِجين 0
22- زرع الثقة في نفسية المرضى 0
23- قوة الإيمان والاعتدال في دفع عداوة الأرواح الخبيثة 0
24- الصبر والاحتساب على إيذاء الأرواح الخبيثة 0
25- قوة الشخصية وصلابة الجأش والقوة في التعامل مع الأرواح الخبيثة 0
والله المستعااااان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق