الفرق البائن … عندما يكون خادم السحر [ عائن ]
الحمد لله حمداً حمداً والشكر لله شكراً شكراً والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى من اتبع هداه وسار على نهجه إلى يوم الدين وبعد :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: [ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان، ثم أعين الإنس، فلما نزلت المعوذتان أخذهما، وترك ما سوى ذلك ]
( أخرجه الترمذي في سننه – كتاب الطب ( 16 ) – برقم ( 2150 ) ، والنسائي في سننه – كتاب الاستعاذة ( 37 ) – وفي ” السنـن الكبـرى ” – 4 / 441 ، 458 – كتاب الاستعاذة ( 1 ، 38 ) – برقم ( 7853 – 7930 ) ، وابن ماجـة في سننـه – كتاب الطب ( 33 ) – برقم ( 3511 ) ، والضياء ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 4902 ، صحيح الترمذي 1681 ، صحيح ابن ماجة 2830 ، صحيح النسائي 5069 – الكلم الطيب 245 ) .
وعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى فى بيتها جارية في وجهها سفعة، فقال: (( استرقوا لها فإن بها النظرة )) .. متفق عليه .
قال الفراء قوله : (سفعة) أي : نظرة من الجن
قال ابن القيم – رحمه الله – : ( والعين عينان : عين إنسية ، وعين جنية ، فقد صح عن أم سلمة – رضي الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ، فقال : ( استرقوا لها ، فإن بها النظرة ) .. متفق عليه .. ( الطب النبوي – 164 ) .
وقد ثبت من حديث جابر وأبي ذر – رضي الله عنهما – قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر ) ( السلسلة الصحيحة – 1249 ) .
وثبت من حديث جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين ) ( السلسلة الصحيحة 747 ) .
للسحر طرق ودهاليز ، وللساحر أساليب وسلوكيات اكتسبها من معلمه الأكبر ( الشيطان ) جمعت بين الإثم والتعدى وبين المكر والخبث .
هذا المكر والخبث للإيقاع بالإنسان هو طبع جبل عليه شياطين الإنس وقبلهم شياطين الجن قال تعالى : ( لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لاََتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ، وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا ، يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا) [ النساء: 118: 120 ] .
ومن الأمور الخبيثة والماكرة التى يتحراها الساحر من الجن أو الإنس جمعه بين ( السحر والعين ) فى قالب واحد ألا وهو ( خادم السحر العائن والأشد منه الحاسد ) فينتقى هذا النوع من خدام السحر لسببين :
الأول : تحصين السحر وحمايته وإخفائه بإصابة المسحور بالعين الدائمة التى يرميه بها ( خادم السحر ) .
الثانى : تمويه رقاة الإنس والجن ومحاولة صرفهم عن ” السحر ” بأعراض جلية للعين ، فيظن قليل الخبرة منهم أنها عين وفى الواقع أن الأصل هو سحر وأن العين ماهى إلا محاولة للتمويه والتخفى .
الثالث : زيادة فى الفتك بالمصاب عندما تجتمع فيه سحر وعين أو سحر وحسد .
الرابع : خادم السحر الحاسد أكثر حقداً وصموداً فى وجه العراقيل المثبطة لسير العملية السحرية .
الخامس : العين تأخذ دورها فى تغذية الجنى العائن إذا حدث خلل فى هيكلية عمل السحر للمسحور حتى يأتى المدد من الساحر أو من الجنى نفسه .
التأثيرات والأعراض :
عندما نتكلم عن آلية خادم السحر العائن فإننا قد نشمل بكلامنا العاشق والمنتقم من حيث :
أن هناك من الحالات من كان الجنى المتلبس داخل الجسد دخل بقصد العشق أو الانتقام وقدراًُ أراد أحد ما أن يسحر هذا الشخص فيقوم الساحر بتسخير الجنى القابع فى الجسد وذلك بسحره لتحقيق الهدف من السحر فيجمع بين عشق وسحر أو انتقام وسحر .
والذى عليه كبار الرقاة أنه حتى العاشق والمنتقم قد يسحر للمصاب إما بنفسه أو بمعونة سحرة الجن لزيادة السيطرة عليه والحفاظ على وجوده داخل الجسد .
يظهر على المريض أعراض العين والسحر معاً سواء فى التغيرات التى تطرأ على الجسد أو الأحلام والكوابيس والتى فى العادة يظهر فيها الجنى العائن على صورة ( بوم ) أو تظهر للمريض عند فى المنام أو عند الرقية صورة ( عين ) .
كذلك تغير فى لون البراز وصداع وتثاؤب غير مصحوب بدموع ، لأن الراجح فى التثاؤب المصحوب بدموع يكون من عينٍ إنسية والله أعلم .
فنجد ـ عند الرقية ـ تحسن فى حالة المصاب ثم يعود لينتكس من جديد ، وقد يظن البعض أنه تجديد للسحر وهذا ليس بصحيح ، بل هو تجديد لعين الجنى إما خادم السحر أو أحد أعوان الساحر أو أعوانه ، وبهذه الطريقة يتسرب اليأس إلى قلب النعالج ومن قبله المريض فى إمكانية الشفاء ، لأن السحر لازال سارياً والذى يبطل ويتجدد هو عين الجنى وتأثيرها .
التحسن والانتكاسة فى حالة المصاب :
قد يكون السبب ماسبق ، وقد يكون السبب هو تلبيس القرين الدائم ـ وهذا كثير الحدوث ـ والذى يعطى المصاب والمعالج نفس أعراض المس والسحر ، والتفريق بينهما ليس لكل راقٍ ، بل هو فضل الله يؤتيه من يشاء لاسيما فن التعامل مع القرين الذى دوخ أغلب رقاة الأرض .
والله أعلم أن القرين يتعلم من خادم السحر ويتقوى من سحره ـ لاسيما فى فترة فتور المريض وانقطاعه عن العبادات ـ فيأخذ دور خادم السحر أوالجنى المتلبس بعد خروج هذا الجنى أو هلاكه .
كما قلنا ـ بالنسبة للجنى العائن أو الحاسد ـ هو مجرد تمويه وسياسة لكسب الوقت ، فعند الرقية تظهر أعراض عين وبعض أعراض السحر أو المس والتفريق بينهما يحتاج لخبرة فى فن التعامل مع الشيطان لتداخل الأعراض وشبهها .
طيب .. ماالحل ؟
نقدم رقية العين أولاً حتى نلاحظ التحسن المرجو، وفى الأثناء نقوم بتحصين كامل للمريض بتحريه المحافظة على الصلوات والأذكار والتقرب من الله كوقاية له من عين الجنى وضمان عدم تجديدها ، ثم بعد ذلك نقوم برقية المصاب رقية المس والسحر ونتعامل مع السحر وخادمه حتى يأذن الله بالشفاء التام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق