ويؤدي هذا النوع لإحداث عقم وعدم إنجاب لدى كل من الزوج والزوجة دون اتضاح أية أسباب طبية لمثل ذلك ، وقد ورد الدليل على هذا النوع من أنواع السحر في السنة المطهرة فقد روى أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أسماء : ( أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة 0 قالت : فخرجت ، وأنا متم - أي مقاربة للولادة - ، فأتيت المدينة ، فنزلت بقباء ، فولدته بقباء ، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوضعه في حجره ، فدعا بتمرة ، فمضغها ، ثم تفل في فيه ، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : ثم حنكه بالتمرة ، ثم دعا له وبرك عليه ، وكان أول مولود ولد في الإسلام – للمهاجرين بالمدينة - ، قالت : ففرحوا به فرحا شديدا ، وذلك أنهم قيل لهم :إن اليهود قد سحرتكم ، فلا يولد لكم ) ( متفق عليه ) ، وهذا الحديث فيه دلالة واضحة على أن السحر قد يحدث تأثيرا لمنع الحمل بين الزوجين بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن إمكانية أن يكون العقم لدى الرجل أو المرأة بسبب السحر ؟
فأجاب – حفظه الله - : ( الأصل أن العقم من تقدير الله تعالى وخلقه ، كما قال تعالى : ( وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ) ( الشورى – 50 ) ، وقال عن زكريا : ( وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا ) ( مريم – الآية 5 ) ، فالله سبحانه قدر أن بعض خلقه لا يولد له ، سواء من الرجال أو من النساء ، وقد يوجد لشيء من ذلك علاج مؤثر بإذن الله تعالى ، فيزول العقم بواسطة بعض الأدوية والعقاقير ، وقد يكون خلقة أصلية لا تؤثر فيه العلاجات 0 وقد يكون العقم بسبب عمل شيطاني من بعض السحرة والحسدة ، فيعمل أحدهم للرجل أو المرأة عملاً يبطل به أسباب الإنجاب ، وذلك بحيل خفية تساعده عليها الشياطين ، أو أن نفس الشيطان الملابس له يعمل في إبطال تأثير الوطء في الحبل ، سواء من الرجل أو المرأة ، فالشياطين الملابسة للإنس لهم من التمكن في جسم الإنسان ما أقدرهم الله عليه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( متفق عليه ) فعلى هذا يعرف أنه عمل سحرة بتجربة الإنجاب في شخص آخر ، فإذا كان الرجل له أولاد من امرأة أخرى ، والمرأة لها أولاد من رجل آخر ، عرف أن توقف الولادة بسبب هذا العمل فيسعى في علاجه بالرقى والتعوذات والأدعية النافعة ، وكثرة ذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن ، والتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة ، والتنزه عن المحرمات والمعاصي ، وتنزيه المنزل عن آلات اللهو والباطل ونحو ذلك مما تتسلط به الشياطين ، وتتمكن من التأثير في الإنسان ، ويسبب بعد الملائكة عن المنازل التي تظهر فيها المعاصي ، وبهذه الإرشادات يخف تأثير السحرة بإذن الله تعالى ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – 184 ، 186 ) 0
ويتبع الساحر طرق شيطانية خبيثة في سبيل ذلك ، أذكر منها :-
1)- التحكم في عدد الحيوانات المنوية : وهذا النوع يؤدي بالتأثير على المناطق المعنية بإنتاج الحيوانات المنوية بداية من الخصية فالبربخ فالحويصلات المنوية فالبروستاتا 0 وكذلك علاقة الغدة النخامية بسلامة إنتاج الخصية ، إضافة إلى الصورة الطبيعية للسائل المنوي القادر على إخصاب البويضة ، فيستطيع الساحر التحكم بوظائف كافة الأمور المذكورة آنفا والضغط عليها بحيث تؤدي إلى قلة إفراز للحيوانات المنوية عن معدلها الطبيعي بحيث تكون أقل من عشرين مليون حيوان في السنتيمتر ، ولا ينفذ تأثير ذلك إلا بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي 0
2)- قتل الحيوانات المنوية أو إضعافها : وهذا النوع يؤدي لمنع إفراز السائل اللعابي الذي تتغذى عليه الحيوانات المنوية داخل الحوصلة المنوية وبالتالي يؤدي لقتل تلك الحيوانات ، أو إضعافها بحيث لا تستطيع الوصول إلى البويضة لتلقيحها ، أو تصل ضعيفة لا تستطيع اختراق الغلاف المحيط بالبويضة 0
3)- قتل البويضة : وهذا النوع يؤدي لقتل البويضة عند المرأة وبالتالي لا تتم عملية التلقيح ، أو حصول أي حمل يذكر 0
4)- عدم قابلية تلقيح البويضة من قبل الحيوان المنوي : وهذا النوع يؤدي لمنع وصول الحيوان المنوي إلى البويضة لتلقيحها ، وفي بعض الأحيان قد تصل بعض الحيوانات المنوية ، ولكنها لا تستطيع اختراق الغلاف الخارجي الخاص بالبويضة مع قوتها ونشاطها 0
5)- قتل النطفة بعد عملية الإخصاب : وهذا النوع يؤدي لقتل النطفة بعد عملية الإخصاب مباشرة ، أو بعد أيام أو أسابيع ، مما يؤدي إلى الإسقاط المبكر لدى المرأة 0
6)- إجهاض الحامل بعد شهرها الثالث : وهذا النوع يؤدي لقتل الجنين بعد عدة شهور من تكونه بعد نفخ الروح فيه ، مما يتسبب في إجهاض المرأة ، ويتبع السحرة أساليب شيطانية خبيثة للوصول إلى هذا الهدف ومنها تسليط الشياطين على الحامل وضربها في نومها وإسقاط الحمل أو إرعابها ومن ثم إسقاط الحمل ونحو ذلك من طرق خبيثة ، وبطبيعة الحال فإن ذلك لا ينفذ تأثيره ووقعه إلا بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي
م/ل
م/ل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق