الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خاتم النبيين
ما أنزل الله من داء إلا جعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله إلا الموت والهرم فهما وجهان
لعملة واحدة والداء أنزله عز وجل لحكمه يقتضيها في خلقه فهو يكون للنقمة والعذاب ويكون للفتنة
والتمحيص ليعلم الله الذين صدقوا وليعلم الكاذبين فعندما تؤمن وتسلك مناهج القاصدين سوف
تمحص وتبتلي وتفتتن والفتنة فوق طاقة النفس وإلا ما سميت فتنة وسبحان الله جعل الصبر مفتاح
لحل جميع الأزمات فأمر المؤمن كله خير إن أصابه خير شكر وإن أصابه شر صبر والمهم هنا لا يكون
ذلك إلا للمؤمن فعندما يبتلي المؤمن بمس أو سحر أو عين فليعلم أنه أصابه ما كان ليخطئه وما
أخطئه ما كان ليصيبه وأن كل شيئ عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال وما ذكر الله
لنا قصص الأنبياء إلا لكي نتعظ منها ونتخذ منها سلوك نقتدي به ولن يغلب عسر يسرين فما أظلم
الليل إلا جعل بعده نهارا وما خلق من البداية إلا وله نهاية ولتعلم أن كيد الشيطان ضعيفاً ولكنه
يقوي ويكبر بالمعصية ويضعف ويصغر بالطاعة فكلما كنت قريب من الخالق لم يضرك كيد المخلوق
ولو كانوا أهل السموات والأرض لجعل الله لك منهما مخرجا فالعلاج يكون بقوي اليقين وضعفة وكيفية
تحمل النفس علي الشدائد وأمر الله نافذ إن صبرت أم جزعت ولكن إن صبرت لك الأجر والجنة
وإن جزعت فعليك الوزر والعقاب وأمر الله نافذ . وإن وذهبت إلي معالج وشفيت فأعلم أنه قد أذن الله
عز وجل لك الشفاء فالمعالج أنما هو سبب فاصلح ما بينك وبين الله وتعرف علي الله في الرخاء
يعرفك في الشدة وإن لم يأذن الله لك في الشفاء فذلك من رحمته وعدله فالحمد لله الذي لا يحمد
علي مكروه سواه فهو يحب أن يسمع بكاء عبده وتضرعه إليه وهو الغني عنا وعن أعمالنا .
فتسلح أخي المؤمن بالصبر واليقن وكون جبهة قوية لا يخترقها الشيطان والشيطان لا يأتي للبيت
الخرب أنما يأتي للقصر المشيد الذي بني علي عقيدة سليمة وإيمان قوي .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق