فضل آية الكرسي :-
قال محمد بن مفلح - رحمه الله - تعقيبا على حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - " صدقك وهو كذوب " :( وقد روي نحو هذا الحديث ، عن أبي كعب ، وأبي أيوب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبي أسيد ، ومالك بن ربيعة الأنصاري - رضي الله عنهم - 0 وقد جمع الحافظ ضياء الدين في ذلك جزءا ) 0 ( مصائب الإنسان - ص 66 ) 0
عن قتادة قال : ( من قرأ آية الكرسي إذا أوى إلى فراشه وكل به ملكين يحفظانه حتى يصبح ) 0 ( أخرجه ابن الطريس – ولم أقف على صحة هذا الأثر من ضعفه بما توفر لدي من كتب الحديث وأقوال علماء الأمة الأجلاء ، إلا أن معناه صحيح لما دلت عليه النصوص النقلية الصحيحة التي تؤكد الرقية بآية الكرسي وأن بها حفظ من الشيطان بإذن الله تعالى ) 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - ...
قال محمد بن مفلح - رحمه الله - تعقيبا على حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - " صدقك وهو كذوب " :( وقد روي نحو هذا الحديث ، عن أبي كعب ، وأبي أيوب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبي أسيد ، ومالك بن ربيعة الأنصاري - رضي الله عنهم - 0 وقد جمع الحافظ ضياء الدين في ذلك جزءا ) 0 ( مصائب الإنسان - ص 66 ) 0
عن قتادة قال : ( من قرأ آية الكرسي إذا أوى إلى فراشه وكل به ملكين يحفظانه حتى يصبح ) 0 ( أخرجه ابن الطريس – ولم أقف على صحة هذا الأثر من ضعفه بما توفر لدي من كتب الحديث وأقوال علماء الأمة الأجلاء ، إلا أن معناه صحيح لما دلت عليه النصوص النقلية الصحيحة التي تؤكد الرقية بآية الكرسي وأن بها حفظ من الشيطان بإذن الله تعالى ) 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - ...
: ( فأهل الإخلاص والإيمان لا سلطان له عليهم ، ولهذا يهربون من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ، ويهربون من قراءة آية الكرسي وآخر سورة البقرة ، وغير ذلك من قوارع القرآن ) 0 ( النبوات – ص 400 ) 0
قال الذهبي :( عن عباس الدّوري ، سمعت يحيى بن معين يقول : " كنت إذا دخلت منزلي بالليل قرأت آية الكرسي على داري وعيالي خمس مرات ( قلت : لا يفهم من كلام يحيى بن معين تخصيص قراءة هذه السورة العظيمة خمس مرات فحسب ، إنما يجوز قراءتها بنية الوتر ، وما كانت زيادة قراءته لها إلا من قبيل إرغام أنف الشيطان لما لهذه الآية العظيمة من نفع وتأثير عليه ، بناء على النصوص النقلية الصريحة ، وكذلك تواتر الأخبار بذلك ، والله تعالى أعلم ) 0
، فبينما أنا أقرأ إذا شيء يكلمني ؛ كم تقرأ هذا ؟! كأن ليس إنسان يحسن يقرأ غيرك ؟! فقلت : أرى هذا يسوؤك ، والله لأزيدنك
فصرت أقرؤها في الليلة خمسين ، ستين مرة ) ( سير أعلام النبلاء – 11 / 87 ) 0
قال الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع : ( وقد أمر صلى الله عليه وسلم أمته بمتابعة قراءة آية الكرسي في الصباح والمساء لما في ذلك من حفظ الله عبده من الشيطان ومن نزغاته ) 0
( مجلة الأسرة ـ صفحة 38 ـ العدد 69 ذو القعدة 1419هـ ).
قال صاحبا كتاب " مكائد الشيطان " : ( وهكذا أهل الأحوال الشيطانية تنصرف عنهم شياطينهم إذا ذكر عندهم ما يطردها مثل آية الكرسي ، ولهذا إذا قرأها الإنسان عند هذه الأحوال بصدق أبطلتها ) 0 ( مكائد الشيطان – ص 33 ) 0
قال الأستاذ محي الدين عبدالحميد : ( وآية الكرسي ، هي آية التوحيد ، وآية المستعيذين المستجيرين ، هي الآية الآمنة والحافظة والحارسة والمحصنة والطاردة والمخرجة والمحتوية 000 فأي شفاء واستشفاء أعظم من هذا ، وكيف لا وفيها اسم الله الأعظم - على الرأي الراجح المشهور - الذي يشفي من العلل والنزلات والأمراض على اختلافها ) 0 ( الشافيات العشر - ص 29 ) 0
3- الرقية بأواخر سورة البقرة :-
1)- عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) 0
( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 4 / 118 ، 121 ، 122 - متفق عليه - أخرجه الإمام البخاري في صحيحـه – كتـاب المغازي ( 12 ) – برقم ( 4008 ) – وكتـاب فضائل القرآن ( 10 ، 27 ، 34 ) - برقم ( 5008 ، 5009 ، 5040 ، 5051 ) ، والإمام مسلم في صحيحه – كتاب المسافرين ( 255 ) – برقم ( 808 ) ، وأبو داوود في سننه – كتاب الطهـارة ( 327 ) باب تحزيـب القرآن – برقـم ( 1392 ) ، والترمذي في سننه – كتاب ثواب القرآن ( 4 ) – برقم ( 3055 )، والنسائي في "الكبرى" - 5 / 14 - 6 / 80 - كتاب فضائل القرآن ( 12 ، 19 )- برقم ( 8003 - 8005 ) و ( 8018 - 8020 ) - وكتاب عمل اليوم والليلة ( 178 ) - برقم ( 10554 - 10557 ) ، بطرق متنوعة ، وابن ماجة في سننه - كتاب الإقامة ( 183 ) - برقم ( 1368 ) ، أنظر صحيح الجامع 2756 ، 6465 ، صحيح أبي داوود 1241 ، صحيح الترمذي 2310 ، صحيح ابن ماجة 1126 - الكلم الطيب 31 ) 0
قال ابن القيم : ( الصحيح كفتاه شر ما يؤذيه ) 0
( الوابل الصيب - ص 25 ) 0
قال النووي في معنى كفتاه :( قيل معناه : كفتاه من قيام الليل ، وقيل من الشيطان ، وقيل من الآفات ، ويحتمل من الجميع ) 0
( صحيح مسلم بشرح النووي - 4،5،6 / 417 ) 0
قال المناوي :( أي أغنتاه عن قيام تلك الليلة بالقرآن وأجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقا ، هبه داخل الصلاة أم خارجها ، أو أجزأتاه فيما
يتعلق بالاعتقاد لما اشتملا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا ، أو وقتاه من كل سوء ومكروه وكفتاه شر الشيطان ، أو الآفات أو دفعتا عنه شر الثقلين ، أو كفتاه بما حصل له بسبب قراءتهما من الثواب عن طلب شيء آخر ) 0
( فيض القدير - 6 / 197 – 198 ) 0
قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين : ( قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - : ( والمعنى والله أعلم كفتاه من كل سوء ) 0
( فتح الحق المبين - ص 51 - نقلا عن رسالة في حكم السحر والكهانة ) 0
2)- عن حذيفة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فضلنا على الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا ، وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء ، وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي ) 0( أخرجـه الإمـام أحمد في مسنده-5 / 383 ، والإمام مسلم في صحيحه - كتاب المساجد ( 4 ) - برقم ( 522 ) - دون أن يذكر " وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لـم يعطها نبي قبلي " ، والسـراج أيضـا وعزاه السيوطي في ( الجامع الصغير ) للنسائي ، فلعله يعني في سننه الكبرى ، والنسائي في السنن الكبرى - 5 / 15 - كتاب فضائل= = القرآن ( 19 ) - برقم ( 8022 ) ، والبيهقي - 1 / 213 ، أنظر صحيح الجامع 4223 - الإرواء 285 ) 0
قال المناوي :( قال الطيبي : هذه الخصال من بعض خصائص هذه الأمة المرحومة ، ثنتان منها لرفع الحرج ووضع الإصر كما قال تعالى : ( وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ) ( سورة البقرة - الآية 286 ) 0
وواحدة إشارة إلى رفع الدرجات في المناجاة بين يدي بارئهم صافين صفوف الملائكة المقربين كما قال : } وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (( سورة الصافات – الآية 165 – 166 ) 0 وقال الخطابي : إنما جاء على مذهب الامتنان على هذه الأمة ، فإنه رخص لهم في الطهور بالأرض والصلاة عليها في بقاعها ، وكانت الأمم لا يصلون إلا في كنائسهم وبيعهم 0 وقال الأشرفي فيه : أن الصلاة بالتيمم لا تجوز عند القدرة على الماء 0 وقال البغوي : خص التراب بالذكر لكونه طهورا ) 0( فيض القدير – 4 / 441 ) 0
3)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( اقرءوا هاتين الآيتين اللتين في آخر سورة البقرة فإن ربي أعطانيهما من تحت العرش ) 0 ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 4 / 158 - 5 / 883 ، والنسائي في " السنن الكبرى " - 5 / 15 - كتاب فضائل القرآن ( 19 ) - برقم ( 8023 ) ، وابن نصر في " قيام الليـل " – ( ص 65 ) ، والسـراج في " مسنده " - 3 / 47 / 1 ، والبيهقي - 1 / 213 ، والطبراني = = في " الكبير " ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 1172 - السلسلـة الصحيحة 1482 ) 0
4)- عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، وهو عند العرش ، وإنه أنزل منه آيتين ، ختم بهما سورة البقرة ، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان ) 0
( أخرجه الإمام أحمد فـي مسنـده - 4 / 274 ، والترمذي في سننه - كتاب فضائل القرآن ( 3 ) - برقم ( 3056 ) ، والنسائي في الكبرى - 6 / 240 - كتاب عمل اليوم والليلة ( 228 ) - برقم ( 10803 ) ، والحاكم في المستدرك - 1 / 562 ، والدارمي في سننه - كتاب فضائل القرآن ( 14 ) - ( 2 / 449 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 1799 ، صحيح الترمذي 2311 ) 0
قال المناوي :( " ولا يقرأن في دار " يعني مكان دارا أو خلوة أو مسجدا أو مدرسة أو غيره " ثلاث ليال " في كل ليلة منها ، وكذا في ثلاثة أيام فيما يظهر : وإنما خص الليل لأنه محل سكون الآدميين وانتشار الشياطين " فيقربها شيطان " فضلا عن أن يدخلها فعبر بنفي القرب ليفيد نفي الدخول بالأولى ) 0 ( فيض القدير - 2 / 348 ) 0
* قال علي بن أبي طالب : ( ما كنت أرى أحدا يغفل قبل أن يقرأ الآيات الثلاث الأواخر من سورة البقرة ) 0 ( صحيح الوابل الصيب - ص 173 ) 0
* عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : ( من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة وآية الكرسي وآيتين بعد آية الكرسي وثلاثاً من آخر سورة البقرة لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ولا يقرآن على مجنون إلا أفاق ) 0 ( أخرجه الدارمي في سننه – 2 / 448 ، و " الإتحاف " – 5 / 133- ولم أقف على مدى صحة الأثر إلا أن معناه صحيح ، حيث أنه قد ثبت الرقية ببعض الآيات الواردة في الأثر ، إضافة إلى أن القرآن كله خير وشفاء ورقية ) 0
ثالثا : الرقية بسورة الرحمن :-
( الرَّحْمَانُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ *0000إلى آخر السورة )0
( سورة الرحمن – الآية 1 – 4 ) 0
عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد قرأتها (يعني سورة الرحمن) على الجن ليلة الجن ، فكانوا أحسن مردودا منكم ، كنت كلما أتيت على قوله ( فَبِأىِّءالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) قالوا : ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد ) 0
( أخرجه الترمذي في سننه – كتاب فضائل القرآن ( 55 ) - برقم ( 3522 ) ، والحاكم في المستدرك - 2 / 473 ، وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الترمذي ( 2624 ) ، أنظر صحيح الجامع 5138 ، أنظر السلسلة الصحيحة 2150 ) 0
قال المباركفوري :( قوله :" فسكتوا " أي الصحابة مستمعين "ليلة الجن" أي ليلة اجتماعهم به " فكانوا " أي الجن " أحسن مردودا " أي أحسن ردا وجوابا لما تضمنه الاستفهام التقديري المتكرر فيها بأي " منكم " أيها الصحابة 0 قال الطيبي : المردود بمعنى الرد كالمخلوق والمعقول نزل سكوتهم وإنصاتهم للاستماع منزلة حسن الرد فجاء بأفعال التفضيل ، ويوضحه كلام ابن الملك حيث قال : نزل سكوتهم من حيث اعترافهم بأن في الجن والإنس من هو مكذب بآلاء الله 0 وكذلك في الجن من يعترف بذلك أيضا ، لكن نفيهم التكذيب عن أنفسهم باللفظ أيضا أدل على الإجابة وقبول ما جاء به الرسول  من سكوت الصحابة أجمعين 0 ذكره القاري " كنت " أي تلك الليلة " كلما أتيت على قوله " أي على قراءة قوله تعالى : ( فَبِأَىِّ ءالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) ( سورة الرحمن ) 0
الخطاب للإنس والجن أي بأي نعمة مما أنعم الله به عليكم تكذبون وتجحدون نعمه بترك شكره وتكذيب رسله وعصيان أمره " لا بشيء " متعلق بنكذب الآتي " ربنا " بالنصب على حذف حرف النداء " نكذب " أي لا نكذب بشيء منها " فلك الحمد " أي على نعمك الظاهرة والباطنة ومن أتمها نعمة الإيمان والقرآن ) 0
( تحفة الأحوذي - 9 / 126 - 127 ) 0
قلت : وقد لاحظ أهل الخبرة والدراية في مجال الرقية أن قراءتها ترقق قلوب الجن وتعيدهم لخالقهم ، وتدفعهم للتفكر بعظيم تدبيره وقوته وقهره ، وقد عاد عدد منهم وأناب ، فسبحان الله ما أعظم كتابه ! وما أكبر أثره في النفوس !
رابعا : الرقية بسورة الملك :-
* عن جابر - رضي الله عنه - : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ ( الم * تَنزِيلُ ) و ( تَبَارَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) 0
( أخرجـه الإمـام أحـمد في مسنده - 3 / 340 ، والإمام البخاري في الأدب المفرد - برقم ( 1209 ) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " ، والترمذي في سننه-كتاب فضائل القرآن ( 8 ) - برقم ( 3066 ) – وكتاب الدعوات ( 22 ) - برقـم ( 3629 ) ، والنسائـي في " الكبرى " -6 / 178-كتاب عمل اليوم والليلة ( 175 ) - برقم ( 10542 - 10545 ) ، وابن السني - ( 669 ) ، والدارمي في سننه -2 / 455 ، والبغوي في " تفسيره " - 6 / 496، والحاكم في المستدرك - 2 / 412 ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الترمذي 2316 - السلسلة الصحيحة 585 ) 0
قال المباركفوري :( قوله " كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ تنزيل السجدة " أي سورة السجدة ( وتبارك ) أي سورة الملك 0 قال الطيبي : حتى غاية لا ينام ويحتمل أن يكون المعنى إذا دخل وقت النوم لا ينام حتى يقرأهما وأن يكون لا ينام مطلقا حتى يقرأهما ، والمعنى لم يكن من عادته النوم قبل القراءة ، فتقع القراءة قبل دخول وقت النوم أي وقت كان ، ولو قيل : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأهما بالليل لم يفد هذه الفائدة انتهى0قال القاري : والفائدة هي إفادة القبلية ، ولا يشك أن الاحتمال الثاني أظهر لعدم احتياجه إلى تقدير يفضي إلى تضييق انتهى ) 0 ( تحفة الأحوذي - 9 / 247 ) 0
يقول الشيخ محمد الصايم : ( ولذا كانت سورة الملك دافعةً للشيطان لأن فيها زجر له ، ولما تحويه من عظات الفرقان ، فمن داوم على قراءتها نال الخير الكثير وكان في حصن أمين ) 0
( المنقذ القرآني لإبطال السحر وعلاج المس الشيطاني – ص 21 ) 0
خامسا : الرقية بقراءة سورة الإخلاص :-
( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) 0
1)- عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة ، جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ ) ( سورة الإخلاص ـ الآية 1 ) . و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) ( سورة الفلق ـ الآية 1) . و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ( سورة الناس ـ الآية 1) . ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاثا ) 0
( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب فضائل القرآن - باب فضل المعوذات ( 14 ) - برقم ( 5017 ) ، وأبو داوود في سننه - كتاب الأدب ( 107 ) - برقم ( 5056 ) ، والترمذي في سننه - كتاب الدعوات ( 21 ) – برقـم ( 3642 ) ، والنسائي في " السنـن الكبرى " - 6 / 197 - كتاب عمل اليوم والليلة ( 186 ) - برقم ( 10624 ) ، أنظر صحيح البخاري 716 ، صحيح أبي داوود 4228 ، صحيح الترمذي 2708 ) 0
قال المباركفوري : ( قوله :" ثم نفث فيهما " من النفث وهو إخراج الريح من الفم مع شيء من الريق " فقرأ فيهما " قال العيني قال المظهري في شرح المصابيح : ظاهر الحديث يدل على أنه نفث في كفه أولا ثم قرأ ، وهذا لم يقل به أحد ولا فائدة فيه ، ولعله سهو من الراوي 0 والنفث ينبغي أن يكون بعد التلاوة ليوصل بركة القرآن إلى بشرة القارئ والمقروء له ، وأجاب الطيبي : عنه بأن الطعن فيما صحت روايته لا يجوز ، وكيف والفاء فيه مثل ما في قوله تعالى ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءانَ فَاسْتَعِذْ 000 ) ( سورة النحل – الآية 98 ) 0
فالمعنى جمع كفيه عزم على النفث أو لعل السر في تقديم النفث فيه مخالفة السحرة انتهى 0 وفي رواية البخاري : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) والمعوذتين جميعا 0 قال الحافظ : أي يقرأها وينفث حالة القراءة " يبدأ " بيان أو بدل ليمسح " بهما " أي مسحهما " وما أقبل من جسده " وعند البخاري في الطب : " ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده " ) 0
( تحفة الأحوذي - 9 / 245 - 246 ) 0
2)- عن عبدالله بن خبيب – رضي الله عنه – قال : خرجنا في ليلة مطيرة ، وظلمة شديدة ، نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا ، قال : فأدركته فقال: ( قل ) 0 فلم أقل شيئا 0 ثم قال : ( قل ) 0 فلم أقل شيئا 0 قال : ( قل ) 0 فقلت : ما أقول ؟ قال : ( قل هو الله أحد ، والمعوذتين ، حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء ) 0
( أخرجه الترمذي في سننه - أحاديث شتى من أبواب الدعوات ( 7 ) - برقـم ( 3828 ) ، والنسائي في سننـه - كتاب الاستعاذه ( 1 ) – وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الترمذي 2829 ، صحيح النسائي 5017 – التعليق الرغيب – 1 / 224 – صحيح الكلم الطيب ص 19 ) 0
قال الأستاذ محمد عصام طربية : ( إن سورة الإخلاص من كمال التوحيد وإثبات الأحدية لله وفي المعوذتين الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلاً ، فإن الاستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه ) 0 ( الاستشفاء بالقرآن والتداوي بالرقى – ص 12 ) 0
قال الذهبي :( عن عباس الدّوري ، سمعت يحيى بن معين يقول : " كنت إذا دخلت منزلي بالليل قرأت آية الكرسي على داري وعيالي خمس مرات ( قلت : لا يفهم من كلام يحيى بن معين تخصيص قراءة هذه السورة العظيمة خمس مرات فحسب ، إنما يجوز قراءتها بنية الوتر ، وما كانت زيادة قراءته لها إلا من قبيل إرغام أنف الشيطان لما لهذه الآية العظيمة من نفع وتأثير عليه ، بناء على النصوص النقلية الصريحة ، وكذلك تواتر الأخبار بذلك ، والله تعالى أعلم ) 0
، فبينما أنا أقرأ إذا شيء يكلمني ؛ كم تقرأ هذا ؟! كأن ليس إنسان يحسن يقرأ غيرك ؟! فقلت : أرى هذا يسوؤك ، والله لأزيدنك
فصرت أقرؤها في الليلة خمسين ، ستين مرة ) ( سير أعلام النبلاء – 11 / 87 ) 0
قال الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع : ( وقد أمر صلى الله عليه وسلم أمته بمتابعة قراءة آية الكرسي في الصباح والمساء لما في ذلك من حفظ الله عبده من الشيطان ومن نزغاته ) 0
( مجلة الأسرة ـ صفحة 38 ـ العدد 69 ذو القعدة 1419هـ ).
قال صاحبا كتاب " مكائد الشيطان " : ( وهكذا أهل الأحوال الشيطانية تنصرف عنهم شياطينهم إذا ذكر عندهم ما يطردها مثل آية الكرسي ، ولهذا إذا قرأها الإنسان عند هذه الأحوال بصدق أبطلتها ) 0 ( مكائد الشيطان – ص 33 ) 0
قال الأستاذ محي الدين عبدالحميد : ( وآية الكرسي ، هي آية التوحيد ، وآية المستعيذين المستجيرين ، هي الآية الآمنة والحافظة والحارسة والمحصنة والطاردة والمخرجة والمحتوية 000 فأي شفاء واستشفاء أعظم من هذا ، وكيف لا وفيها اسم الله الأعظم - على الرأي الراجح المشهور - الذي يشفي من العلل والنزلات والأمراض على اختلافها ) 0 ( الشافيات العشر - ص 29 ) 0
3- الرقية بأواخر سورة البقرة :-
1)- عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) 0
( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 4 / 118 ، 121 ، 122 - متفق عليه - أخرجه الإمام البخاري في صحيحـه – كتـاب المغازي ( 12 ) – برقم ( 4008 ) – وكتـاب فضائل القرآن ( 10 ، 27 ، 34 ) - برقم ( 5008 ، 5009 ، 5040 ، 5051 ) ، والإمام مسلم في صحيحه – كتاب المسافرين ( 255 ) – برقم ( 808 ) ، وأبو داوود في سننه – كتاب الطهـارة ( 327 ) باب تحزيـب القرآن – برقـم ( 1392 ) ، والترمذي في سننه – كتاب ثواب القرآن ( 4 ) – برقم ( 3055 )، والنسائي في "الكبرى" - 5 / 14 - 6 / 80 - كتاب فضائل القرآن ( 12 ، 19 )- برقم ( 8003 - 8005 ) و ( 8018 - 8020 ) - وكتاب عمل اليوم والليلة ( 178 ) - برقم ( 10554 - 10557 ) ، بطرق متنوعة ، وابن ماجة في سننه - كتاب الإقامة ( 183 ) - برقم ( 1368 ) ، أنظر صحيح الجامع 2756 ، 6465 ، صحيح أبي داوود 1241 ، صحيح الترمذي 2310 ، صحيح ابن ماجة 1126 - الكلم الطيب 31 ) 0
قال ابن القيم : ( الصحيح كفتاه شر ما يؤذيه ) 0
( الوابل الصيب - ص 25 ) 0
قال النووي في معنى كفتاه :( قيل معناه : كفتاه من قيام الليل ، وقيل من الشيطان ، وقيل من الآفات ، ويحتمل من الجميع ) 0
( صحيح مسلم بشرح النووي - 4،5،6 / 417 ) 0
قال المناوي :( أي أغنتاه عن قيام تلك الليلة بالقرآن وأجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقا ، هبه داخل الصلاة أم خارجها ، أو أجزأتاه فيما
يتعلق بالاعتقاد لما اشتملا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا ، أو وقتاه من كل سوء ومكروه وكفتاه شر الشيطان ، أو الآفات أو دفعتا عنه شر الثقلين ، أو كفتاه بما حصل له بسبب قراءتهما من الثواب عن طلب شيء آخر ) 0
( فيض القدير - 6 / 197 – 198 ) 0
قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين : ( قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - : ( والمعنى والله أعلم كفتاه من كل سوء ) 0
( فتح الحق المبين - ص 51 - نقلا عن رسالة في حكم السحر والكهانة ) 0
2)- عن حذيفة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فضلنا على الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا ، وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء ، وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي ) 0( أخرجـه الإمـام أحمد في مسنده-5 / 383 ، والإمام مسلم في صحيحه - كتاب المساجد ( 4 ) - برقم ( 522 ) - دون أن يذكر " وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لـم يعطها نبي قبلي " ، والسـراج أيضـا وعزاه السيوطي في ( الجامع الصغير ) للنسائي ، فلعله يعني في سننه الكبرى ، والنسائي في السنن الكبرى - 5 / 15 - كتاب فضائل= = القرآن ( 19 ) - برقم ( 8022 ) ، والبيهقي - 1 / 213 ، أنظر صحيح الجامع 4223 - الإرواء 285 ) 0
قال المناوي :( قال الطيبي : هذه الخصال من بعض خصائص هذه الأمة المرحومة ، ثنتان منها لرفع الحرج ووضع الإصر كما قال تعالى : ( وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ) ( سورة البقرة - الآية 286 ) 0
وواحدة إشارة إلى رفع الدرجات في المناجاة بين يدي بارئهم صافين صفوف الملائكة المقربين كما قال : } وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (( سورة الصافات – الآية 165 – 166 ) 0 وقال الخطابي : إنما جاء على مذهب الامتنان على هذه الأمة ، فإنه رخص لهم في الطهور بالأرض والصلاة عليها في بقاعها ، وكانت الأمم لا يصلون إلا في كنائسهم وبيعهم 0 وقال الأشرفي فيه : أن الصلاة بالتيمم لا تجوز عند القدرة على الماء 0 وقال البغوي : خص التراب بالذكر لكونه طهورا ) 0( فيض القدير – 4 / 441 ) 0
3)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( اقرءوا هاتين الآيتين اللتين في آخر سورة البقرة فإن ربي أعطانيهما من تحت العرش ) 0 ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 4 / 158 - 5 / 883 ، والنسائي في " السنن الكبرى " - 5 / 15 - كتاب فضائل القرآن ( 19 ) - برقم ( 8023 ) ، وابن نصر في " قيام الليـل " – ( ص 65 ) ، والسـراج في " مسنده " - 3 / 47 / 1 ، والبيهقي - 1 / 213 ، والطبراني = = في " الكبير " ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 1172 - السلسلـة الصحيحة 1482 ) 0
4)- عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، وهو عند العرش ، وإنه أنزل منه آيتين ، ختم بهما سورة البقرة ، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان ) 0
( أخرجه الإمام أحمد فـي مسنـده - 4 / 274 ، والترمذي في سننه - كتاب فضائل القرآن ( 3 ) - برقم ( 3056 ) ، والنسائي في الكبرى - 6 / 240 - كتاب عمل اليوم والليلة ( 228 ) - برقم ( 10803 ) ، والحاكم في المستدرك - 1 / 562 ، والدارمي في سننه - كتاب فضائل القرآن ( 14 ) - ( 2 / 449 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 1799 ، صحيح الترمذي 2311 ) 0
قال المناوي :( " ولا يقرأن في دار " يعني مكان دارا أو خلوة أو مسجدا أو مدرسة أو غيره " ثلاث ليال " في كل ليلة منها ، وكذا في ثلاثة أيام فيما يظهر : وإنما خص الليل لأنه محل سكون الآدميين وانتشار الشياطين " فيقربها شيطان " فضلا عن أن يدخلها فعبر بنفي القرب ليفيد نفي الدخول بالأولى ) 0 ( فيض القدير - 2 / 348 ) 0
* قال علي بن أبي طالب : ( ما كنت أرى أحدا يغفل قبل أن يقرأ الآيات الثلاث الأواخر من سورة البقرة ) 0 ( صحيح الوابل الصيب - ص 173 ) 0
* عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : ( من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة وآية الكرسي وآيتين بعد آية الكرسي وثلاثاً من آخر سورة البقرة لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ولا يقرآن على مجنون إلا أفاق ) 0 ( أخرجه الدارمي في سننه – 2 / 448 ، و " الإتحاف " – 5 / 133- ولم أقف على مدى صحة الأثر إلا أن معناه صحيح ، حيث أنه قد ثبت الرقية ببعض الآيات الواردة في الأثر ، إضافة إلى أن القرآن كله خير وشفاء ورقية ) 0
ثالثا : الرقية بسورة الرحمن :-
( الرَّحْمَانُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ *0000إلى آخر السورة )0
( سورة الرحمن – الآية 1 – 4 ) 0
عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد قرأتها (يعني سورة الرحمن) على الجن ليلة الجن ، فكانوا أحسن مردودا منكم ، كنت كلما أتيت على قوله ( فَبِأىِّءالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) قالوا : ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد ) 0
( أخرجه الترمذي في سننه – كتاب فضائل القرآن ( 55 ) - برقم ( 3522 ) ، والحاكم في المستدرك - 2 / 473 ، وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الترمذي ( 2624 ) ، أنظر صحيح الجامع 5138 ، أنظر السلسلة الصحيحة 2150 ) 0
قال المباركفوري :( قوله :" فسكتوا " أي الصحابة مستمعين "ليلة الجن" أي ليلة اجتماعهم به " فكانوا " أي الجن " أحسن مردودا " أي أحسن ردا وجوابا لما تضمنه الاستفهام التقديري المتكرر فيها بأي " منكم " أيها الصحابة 0 قال الطيبي : المردود بمعنى الرد كالمخلوق والمعقول نزل سكوتهم وإنصاتهم للاستماع منزلة حسن الرد فجاء بأفعال التفضيل ، ويوضحه كلام ابن الملك حيث قال : نزل سكوتهم من حيث اعترافهم بأن في الجن والإنس من هو مكذب بآلاء الله 0 وكذلك في الجن من يعترف بذلك أيضا ، لكن نفيهم التكذيب عن أنفسهم باللفظ أيضا أدل على الإجابة وقبول ما جاء به الرسول  من سكوت الصحابة أجمعين 0 ذكره القاري " كنت " أي تلك الليلة " كلما أتيت على قوله " أي على قراءة قوله تعالى : ( فَبِأَىِّ ءالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) ( سورة الرحمن ) 0
الخطاب للإنس والجن أي بأي نعمة مما أنعم الله به عليكم تكذبون وتجحدون نعمه بترك شكره وتكذيب رسله وعصيان أمره " لا بشيء " متعلق بنكذب الآتي " ربنا " بالنصب على حذف حرف النداء " نكذب " أي لا نكذب بشيء منها " فلك الحمد " أي على نعمك الظاهرة والباطنة ومن أتمها نعمة الإيمان والقرآن ) 0
( تحفة الأحوذي - 9 / 126 - 127 ) 0
قلت : وقد لاحظ أهل الخبرة والدراية في مجال الرقية أن قراءتها ترقق قلوب الجن وتعيدهم لخالقهم ، وتدفعهم للتفكر بعظيم تدبيره وقوته وقهره ، وقد عاد عدد منهم وأناب ، فسبحان الله ما أعظم كتابه ! وما أكبر أثره في النفوس !
رابعا : الرقية بسورة الملك :-
* عن جابر - رضي الله عنه - : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ ( الم * تَنزِيلُ ) و ( تَبَارَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) 0
( أخرجـه الإمـام أحـمد في مسنده - 3 / 340 ، والإمام البخاري في الأدب المفرد - برقم ( 1209 ) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " ، والترمذي في سننه-كتاب فضائل القرآن ( 8 ) - برقم ( 3066 ) – وكتاب الدعوات ( 22 ) - برقـم ( 3629 ) ، والنسائـي في " الكبرى " -6 / 178-كتاب عمل اليوم والليلة ( 175 ) - برقم ( 10542 - 10545 ) ، وابن السني - ( 669 ) ، والدارمي في سننه -2 / 455 ، والبغوي في " تفسيره " - 6 / 496، والحاكم في المستدرك - 2 / 412 ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الترمذي 2316 - السلسلة الصحيحة 585 ) 0
قال المباركفوري :( قوله " كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ تنزيل السجدة " أي سورة السجدة ( وتبارك ) أي سورة الملك 0 قال الطيبي : حتى غاية لا ينام ويحتمل أن يكون المعنى إذا دخل وقت النوم لا ينام حتى يقرأهما وأن يكون لا ينام مطلقا حتى يقرأهما ، والمعنى لم يكن من عادته النوم قبل القراءة ، فتقع القراءة قبل دخول وقت النوم أي وقت كان ، ولو قيل : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأهما بالليل لم يفد هذه الفائدة انتهى0قال القاري : والفائدة هي إفادة القبلية ، ولا يشك أن الاحتمال الثاني أظهر لعدم احتياجه إلى تقدير يفضي إلى تضييق انتهى ) 0 ( تحفة الأحوذي - 9 / 247 ) 0
يقول الشيخ محمد الصايم : ( ولذا كانت سورة الملك دافعةً للشيطان لأن فيها زجر له ، ولما تحويه من عظات الفرقان ، فمن داوم على قراءتها نال الخير الكثير وكان في حصن أمين ) 0
( المنقذ القرآني لإبطال السحر وعلاج المس الشيطاني – ص 21 ) 0
خامسا : الرقية بقراءة سورة الإخلاص :-
( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) 0
1)- عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة ، جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ ) ( سورة الإخلاص ـ الآية 1 ) . و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) ( سورة الفلق ـ الآية 1) . و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ( سورة الناس ـ الآية 1) . ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاثا ) 0
( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب فضائل القرآن - باب فضل المعوذات ( 14 ) - برقم ( 5017 ) ، وأبو داوود في سننه - كتاب الأدب ( 107 ) - برقم ( 5056 ) ، والترمذي في سننه - كتاب الدعوات ( 21 ) – برقـم ( 3642 ) ، والنسائي في " السنـن الكبرى " - 6 / 197 - كتاب عمل اليوم والليلة ( 186 ) - برقم ( 10624 ) ، أنظر صحيح البخاري 716 ، صحيح أبي داوود 4228 ، صحيح الترمذي 2708 ) 0
قال المباركفوري : ( قوله :" ثم نفث فيهما " من النفث وهو إخراج الريح من الفم مع شيء من الريق " فقرأ فيهما " قال العيني قال المظهري في شرح المصابيح : ظاهر الحديث يدل على أنه نفث في كفه أولا ثم قرأ ، وهذا لم يقل به أحد ولا فائدة فيه ، ولعله سهو من الراوي 0 والنفث ينبغي أن يكون بعد التلاوة ليوصل بركة القرآن إلى بشرة القارئ والمقروء له ، وأجاب الطيبي : عنه بأن الطعن فيما صحت روايته لا يجوز ، وكيف والفاء فيه مثل ما في قوله تعالى ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءانَ فَاسْتَعِذْ 000 ) ( سورة النحل – الآية 98 ) 0
فالمعنى جمع كفيه عزم على النفث أو لعل السر في تقديم النفث فيه مخالفة السحرة انتهى 0 وفي رواية البخاري : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) والمعوذتين جميعا 0 قال الحافظ : أي يقرأها وينفث حالة القراءة " يبدأ " بيان أو بدل ليمسح " بهما " أي مسحهما " وما أقبل من جسده " وعند البخاري في الطب : " ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده " ) 0
( تحفة الأحوذي - 9 / 245 - 246 ) 0
2)- عن عبدالله بن خبيب – رضي الله عنه – قال : خرجنا في ليلة مطيرة ، وظلمة شديدة ، نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا ، قال : فأدركته فقال: ( قل ) 0 فلم أقل شيئا 0 ثم قال : ( قل ) 0 فلم أقل شيئا 0 قال : ( قل ) 0 فقلت : ما أقول ؟ قال : ( قل هو الله أحد ، والمعوذتين ، حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء ) 0
( أخرجه الترمذي في سننه - أحاديث شتى من أبواب الدعوات ( 7 ) - برقـم ( 3828 ) ، والنسائي في سننـه - كتاب الاستعاذه ( 1 ) – وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الترمذي 2829 ، صحيح النسائي 5017 – التعليق الرغيب – 1 / 224 – صحيح الكلم الطيب ص 19 ) 0
قال الأستاذ محمد عصام طربية : ( إن سورة الإخلاص من كمال التوحيد وإثبات الأحدية لله وفي المعوذتين الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلاً ، فإن الاستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه ) 0 ( الاستشفاء بالقرآن والتداوي بالرقى – ص 12 ) 0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق