موضوعات مختلفة في العقيدة : الجن والسحر : الدرس 6 : السحر وأنواعه لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة الكرام : مع الدرس السادس من دروس النهي عن التعاون مع السحرة و المشعوذين و الدجالين .
أيها الإخوة الكرام : ننتقل في هذا الدرس إلى موضوع السحر بالذات ، كلمة يكثر تردادها على ألسنة المسلمين ، و في بعض هذه الأقوال وضع لا أصل له ، من أبرز هذه الأقوال الموضوعة التي لا أصل لها : " تعلم السحر ، و لا تعمل به " ، لا أصل لهذا الكلام إطلاقاً في تراث النبوة ، على كل وردت كلمة السحر في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم في معرض الحديث عن البيان فقال : (( إن من البيان لحكمة )) ، و (( إن من الشعر لحكمة )) .
و الحكم الشرعي في الشعر أنه كلام حسنه حسن ، و قبيحه قبيح ، إلا أن المعني في هذا الموضوع الشعر الذي أساسه التعامل مع الجن ، فمن تعريفات السحر الشرعية ما كان من عمل فيه اتصال بالشياطين بقصد الفتنة ، أو التوكل على غير الله عزوجل في الدواء ، وجلب الشفاء .
حينما يوهم المسلم أن جهة غير الله يمكن أن تشفيك ، أو أن تعطيك ، أو أن تحميك ، أو أن تدفع عنك الضر فهذا من أكبر أهداف السحر ، أن تنصرف عن الله إلى غيره ، أو أن يفتن بالدنيا ، أن يغرق في المعصية ، أن يتجه إلى الملذات التي حرمها الله عز وجل ، أي ليس هناك من هدف لأي نوع من أنواع السحر إلا أن يضل إنسانًا أو أن يفسد ، أن يضل عقله ، وأن تشقى نفسه ، هذا هو الهدف الأكبر للسحرة الذين يتعاونون مع شياطين الجن ، الجني المسلم المؤمن اسمه جني ، أما الجني الكافر اسمه شيطان ، فإذا قلنا كلمة شيطان ، أي مع القسم الثاني من الجن ، و ليس هناك تعاون ، و لا اتصال ، و لا خدمات يؤديها الجن للإنس إلا من أجل إضلال الخلق و إفساده .
من تعاريف السحر الدقيقة أنه عمل يتقرب فيه إلى الشيطان بمعونة منه ، الدين تقرب إلى الله ، السحر تقرب إلى الشيطان .
تعريف آخر : السحر عزائم ، و عقد يؤثر في القلوب والأبدان ، أحياناً الإنسان إذا أصابه مس من الشيطان تضعف قواه ، لا يقوى على أن يقف ، تغلب عليه السوداوية و التشاؤم والكآبة ، و يكاد يخرج من جلده من الضغط النفسي الذي يحدثه الشيطان على ابن آدم ، لكن يكاد يكون أكبر هدف للسحرة الذين يتعاونون مع الشياطين إفساد العلاقة بين الزوجين ، والشيء المؤلم أشد الألم ، و أنا لا أبالغ و الله في كل مئة أسرة مسلمة سبعون أو ثمانون أسرة مفككة بفعل الشيطان ، هدف الشيطان الأول أن تكره زوجتك ، أو أن تمل منها ، أو أن تقول: إنني لا أشعر معها بشيء ، و هدف الشيطان الأول أن يرغبك بغير زوجتك ، حتى إن كل الأعمال التي توصف بأنها أعمال فنية هدفها أن يكره الإنسان زوجته ، و أن يتجه إلى غير زوجته ، وهذا من فعل الشيطان ، والذي يقطع هذا الموضوع كلياً أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : (( الحمد لله الذي رزقني حبّ عائشة )) .
وأنا أدعو كل زوج أن يبذل المستطاع كي يحب زوجته ، و كي تحبه زوجته ، هذا هو الذي يرضي الله وحده ، و ما سوى ذلك لا يرضي الله ، لأن الله عز وجل حينما قال :
[ سورة الشورى : الآية 29]
[ سورة فصلت : الآية 37]
[ سورة الروم : الآية 21]
فالذي لا يحب امرأته ، و لا تحبه امرأته ، والذي يشعر أن بين الزوجين شرخ كبير وملل وسآمة وضجر هذا البيت بخلاف منهج الله عز وجل .
أراد الله من الزوجين أن تسود بينهما المودة و الرحمة ، لذلك قال تعالى :
[ سورة البقرة : الآية 102]
أي أهل الإيمان كل مودتهم ومحبتهم وإخلاصهم لزوجاتهم ، وأهل الفسق والعصيان كل محبتهم ومودتهم لغير زوجاتهم .
شرس إلى أبعد الحدود مع زوجته ، قاس إلى أبعد الحدود مع زوجته ، متجهم مع زوجته ، وأحلى ، وألطف عبارة يسوقها لمن لا تحل له ، في البيوت ، في اللقاءات ، في الاحتفالات ، في السفر ، في النزهات ، في العمل ، في الوظيفة ، كل لطافته ومودته ورقته ونعومته واعتذاره الشديد وابتسامته والتعليقات اللطيفة التي يسوقها لغير زوجته ، وكل غلاظته لزوجته، هذا الواقع لأن الشيطان فعل فعله ، الآية صريحة :
[ سورة البقرة : الآية 102]
ثم في قوله تعالى :
[ سورة الفلق : الآية 4]
الآية لها معان كثيرة ، من معانيها : أن هذه العقد المحكمة التي أرادها الله :
[ سورة النساء : الآية 21]
هذه العقدة التي ينبغي أن تكون محكمة يريد الشيطان لها أن تكون مفككة ، لذلك مرة السيدة عائشة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت له : (( كيف حبك لي ؟ قال : كعقدة الحبل )) ، أي عقدة لا تفك ، فأصبحت كلمة العقدة رمز بينهما ، تسأله من حين لآخر : كيف العقدة ؟ يقول عليه الصلاة و السلام : (( على حالها لا تزال متينة )) .
مرة فيما تروي الأحاديث الصحيحة أن السيدة عائشة روت له قصة أبي زرع ، حدثته عن أخلاقه ، وعن طيبه ، وعن مؤانسته ، وعن ، و عن ، و جعلته الزوج الأول ، إلا أنها قالت في النهاية : غير أنه طلق امرأته ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( أنا لك كأبي زرع ، غير أني لا أطلقك )) .
أحياناً إخوانا الكرام ، وهذا شيء أنا ألاحظه كثيراً ، أن الزوج لا يحلو له المزاح مع زوجته إلا بالزواج الثاني ، هو لا ينتبه ، هو يمزح ، لكنه بهذا المزاح يهز كيانها ، يزلزلها ، يجعلها قلقة ، هذا مزح يؤذي ، قال لها : غير أني لا أطلقك ، طمأنها ، يوجد أزواج كثر لا يحب أن يطمئن امرأته أبداً ، دائماً في قلق ، كلما ارتاحت يمزح .
أيها الإخوة الكرام : من تعريف الإمام القرطبي للسحر أنه حق ، السحر حق ، بمعنى واقع، لكن غير مشروع محرم ، الزنا حق ، ما معنى الزنا حق ؟ أي واقع يوجد زنا ، غير أنه محرم ، يخلق الله عند السحر ما يشاء .
إخواننا الكرام : الأنبياء كي يشهد الله لهم أنهم أنبياء ، و أنهم مبعوثون من قبل الله عز وجل يعطيهم المعجزات ، فكل خرق للعادات يجري على يد الأنبياء هو من نوع المعجزات ، و الأنبياء مكلفون أن يتحدوا الناس بالمعجزات ، وكل خرق للعادات يجري على أيدي الأولياء والأولياء بمعنى القرآن ، من هو الولي بالمعنى القرآني ؟ تعريف دقيق جداً :
[ سورة يونس ]
لا يوجد أي حاجة ليطير الشخص حتى يصبح ولياً ، قال له : سيدي الشيخ يطير ؟ قال له : نعم ، لكن ليس هو الذي يطير ، إنما يطيرونه إخوانه ، أي يكذبون ، الولي لا يوجد حاجة ، لأن يمشي على وجه الماء ، و لا بحاجة أن يطير في الهواء ، و لا أن يخرق العادات :
[ سورة يونس ]
هذا المعنى الدقيق للولي ، لكن إذا أراد الله أن يكرم ولياً ما يجري على يده بعض الخروق للعادات ، الولي ممنوع أن يذكر هذه الكرامات ، لأنه غير معصوم ، فإذا ذكرها كذبه الناس ، لذلك أنا أرى أن الكرامة ينبغي ألا تروى ، و ألا تكذب ، لأن في القرآن الكريم لا يؤكد الكرامة ، أي إذا أجري خرق للعادات على يد غير الأنبياء فهي الكرامات .
السيدة مريم نبية ؟ لا ، صدّيقة ، فحينما ولدت سيدنا عيسى من غير أب هذه كرامة ، هل بالإمكان أن ننكرها ، أهل الكهف هل هم أنبياء ؟ لا :
[ سورة الكهف : الآية 25]
إذاً إن جرى خرق العادات على يد الأنبياء فهي المعجزات ، و إن جرى خرق العادات على يد الأولياء بالمفهوم القرآني فهي الكرامات ، لكن أروع ما في الموضوع أن أعظم كرامة يكرمك الله بها العلم ، كرامة ما بعدها كرامة ، و هذه الكرامة لا تحتاج إطلاقاً إلى خرق للعادات ، من قوله تعالى :
[ سورة النساء : الآية 113]
لذلك خرق العادات على يد الأنبياء معجزات ، و على يد الأولياء كرامات ، و خرق العادات على يد السحرة ضلالات ، و قد يكون هناك خرق للعادات السبب أن الجن الذين يتعاونون مع الساحر ، عندهم قدرات لا يملكها البشر ، كتخطي المسافات ، و استراق المعلومات ، و ما إلى ذلك ، فلذلك الشيطان الذي يتولى هذا الساحر يمده بمعلومات لا من غيب المستقبل أبداً ، و لكن من غيب الحاضر ، أو غيب الماضي عن طريق قرين الإنسان من الجن .
لا يمكن للساحر أن يتنبأ بالمستقبل ، لأنه لا يعلم الغيب إلا الله ، قولاً واحداً :
[ سورة الأنعام : الآية 50]
عندما كلف سيدنا سليمان الجن بأعمال شاقة ، و مات ، و هم مجهدون بأعمالهم الشاقة ، قال تعالى :
[ سورة سبأ : الآية 14]
فالشيطان الذي يمد الساحر بالمعلومات لا يمكن أن يتنبأ بالمستقبل ، إلا أن غيب الحاضر ممكن ، أنت جالس في دمشق ، فقد ينتقل الشيطان من حلب إلى دمشق بزمن قصير جداً ، فقد يخبر هذا الساحر أنه حدث بحلب كذا ، هذا اسمه غيب الحاضر ، و غيب الماضي عن طريق استحضار قرين هذا الإنسان ، فقد يدعون هم أنهم يحضرون أرواح الموتى ، هم لا يحضرون أرواح الموتى ، ولكنهم يتصلون مع قرين الميت ، فيعطي دقائق حياته اليومية ، فيتوهم الإنسان أن هذا من نوع استحضار أرواح الموتى ، وهو كذب بكذب .
أي قد يخرق على يد الساحر بعض العادات ، هذه اسمها ضلالات ، صار هناك معجزة ، وكرامة ، و ضلالة ، على يد مؤمن مستقيم طاهر كرامة ، على يد نبي مرسل معجزة ، على يد ساحر ضلالة ، هذا ينقلنا إلى أن كل شيء حيادي ، لأن الإنسان مخير ، حتى خرق العادات يمكن أن يكون كرامات ، أو أن يكون ضلالات ، و يوجد تعريف آخر للسحر : أنه حيل صناعية يتوصل بها إلى اكتساب المال ، غير أنها لدقتها لا يحسنها إلا آحاد الناس ، قال تعالى :
[ سورة الأعراف : الآية 116]
أنا حدثني صديق أنه ذهب إلى الهند فرأى ما يلي : رأى ساحراً ، و معه غلام ، و مع الساحر حبل طويل ، فألقاه إلى الأعلى ، فعلق ، فصعد الغلام ، حتى اختفى ، أمره أن ينزل فلم ينزل ، فتبعه الساحر ، و بعد حين وقع رأسه ، ثم يده ، ثم يده ، ثم جسمه ، شيء لا يصدق ، جاء وفد صحفي ، و صور ، لم يجد في الفيلم شيئاً ، هذا معنى قول الله عز وجل :
[ سورة الأعراف : الآية 116]
لا ينكر أن السحر له أثر في القلوب بالحب والبغض ، وإلقاء الشرك ، فالساحر مهمته الأولى التفريق بين المرء و زوجه ، و أن يحول بين المرء و قلبه بإدخال الآلام ، و عظيم الأسقام ، و هذا مدرك بالمشاهدة ، و إنكاره معاندة ، واقع ، السحر واقع .
الآن إخواننا الكرام : حكم السحر : السحر محرم قطعاً ، و قد نص أصحاب الإمام أحمد أن يكفر المرء بتعلمه وتعليمه ، أي يخرج من ملة الإسلام بتعلمه وتعليمه ، فأين قول العوام تعلم: السحر و لا تعمل به ؟ لا أصل له ، و الإمام مالك والإمام أبو حنيفة صرحوا أن الساحر كافر، واعتمدوا على بعض أقوال النبي ، أنه من سحر فقد كفر ، أي تعاون بين الإنس وشياطين الجن هو سحر ، و السحر كفر ، و السحر معصية .
أيها الإخوة الكرام : جملة القول أن السحر علم حرمه الله تعالى على الإنس ، فيه تمويه وتخييل ، و أحياناً خفة يد ، وقد يكون بالأدوية والأدخنة والتعاويذ المحرمة ، وقد يكون بالاستجارة بملوك الجن ، وأربابه بكلمات ، وعبارات معينة ذات معنى لديه ، لإيقاع الأذى في النفوس ، و الممتلكات ، و لإفساد الصلات ، و الروابط ، و العلاقات ، يوالي فيه مردة الجن أشرار الإنس ، لما يحصل لهم فيه من بذل الخضوع من الإنس ، و صرف العبادة للجن بدل الله عز وجل لذلك الآية الجامعة المانعة الواضحة الصارخة المتعلقة بالعلاقة بين الجن والإنس :
[ سورة الأنعام : الآية 129]
فظلمة الجن يتمكنون من ظلمة الإنس ، أما الإنسان المستقيم الطاهر المؤمن المتصل فـ :
[ سورة الحجر : الآية 42]
المؤمن في حصن حصين ، وحرز حريز ، و الذي مسه طائف من الشيطان معه سلاح فتاك ، الاستعاذة بالله عز وجل .
أيها الإخوة الكرام : أنواع السحر : هناك سحر الكذابين الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة السيارة ، ويعتقدون أنه تبدل العالم ، و أنها تأتي بالخير و الشر ، و هذا هو التنجيم ، ألا تستمعون إلا كلمة (منجمون )؟ المنجم هو الذي يعتقد أن الكواكب السيارة هي تدير العالم ، و تأتي بالخير و الشر ، إذاً تعبد من دون الله ، يوجد عندنا سحر لا علاقة له بالجن ، مصطلحه الحديث التنويم المغناطيسي ، له شخصية قوية جداً ، فإذا حدق في إنسان نومه ، و أخضعه ، هذا الموضوع ورد في علم النفس بشكل مفصل ، هذا سماه العلماء المسلمون سحر أصحاب الأوهام و النفوس القوية ، هذا أيضاً لا علاقة له بدرسنا ، أما السحر الذي يبنى على الاستعانة بالأرواح الأرضية ، و هم الجن هو المعني بهذا الدرس ، السحر أن يستعين الساحر بشياطين الجن ، إذا شخص ربط فرضاً بكمه من الداخل مطاطة ، و ربطها بعملة ، و أمسكها ، ثم تركها ، فاختفت ، أين ذهبت ؟ هذا لا علاقة له أيضاً بالدرس ، هذه يسمونها خفة يد ، و شعوذة و أبواب سيما ، إنسان عنده مهارة فائقة قد يتصرف هذه التصرفات ، فنحن لا يعنينا من الدرس خفة اليد ، و أبواب سيما ، و المهارات الفائقة جداً ، كما أنه لا يعنينا موضوع القوة النفسية ، و التنويم المغناطيسي ، كما أنه لا يعنينا المنجمون الذين يعتمدون على الكواكب في التنبؤ بالمستقبل ، و لكن يعنينا من موضوع السحر العلاقة بين إنسان ساحر ، و بين شيطان من الجن هذا الدرس .
سحرة فرعون كيف سحروا أعين الناس ؟ يوجد تفاصيل وردت في الكتب ، جاؤوا بأنابيب مطاطية ، و لونوها على شكل ثعابين ، وضعوا فيها الزئبق ، وضعوا هذه الثعابين فوق سطح ساخن ، فالزئبق تمدد بالحرارة فاضطرب ؛ عندما اضطرب اضطرب معه الثعبان ، فقال تعالى :
[ سورة طه : الآية 66]
هذه نسميها أعمالا عجيبة ، آلات دقيقة ، أو أن نستخدم أدوية معينة لها تأثير معين ، تأثير تخديري ، تأثير إنعاشي مثلاً ، الآن يوجد مخدرات ، الذي يتناول المخدرات يرى نفسه فوق البشر ، يصعد في السماء ، يقع بأوهام كبيرة جداً من فعل المخدر ، أو يوجد من نشاطات السحرة الإيقاع بين الناس ، أنه قرأ بالفنجان أن فلاناً عدوك اللدود يتربص بك ، يكيد لك ، فحينما تفسد العلاقات بين الناس فهذا أحد أكبر أهداف السحرة و المشعوذين .
إذاً هناك فرق بين السحر الذي هو بمعنى التمويه ، و التخييل نتيجة لخفة اليد ، و الحيلة والدهاء ، و بينما هو سحر بالاتصال بمردة الجن الذين يتصلون بالكهان والمنجمين والسحرة والمشعوذين عن طريق تعاويذ غير شرعية ، وهذا الذي يمكن أن يكون موضوع هذا الدرس إن شاء الله .
القرآن الكريم :
[ سورة البقرة : الآية 102]
سيدنا سليمان ما فعل السحر ، و ما كفر سليمان ، أصبح السحر كفر ، و لكن الشياطين كفروا ، هذا أول حكم السحر كفر .
الآن :
[ سورة الأنعام : الآية 128]
أي أضللتم أناساً كثيرين :
[ سورة الأنعام : الآية 128]
و تحدثت في دروس سابقة عن موضوع الاستمتاع بين الجن و الإنس ، الإنس يستمتعون بأن يأخذوا بعض المعلومات يتباهون بها ، أو تأتي على أيديهم بعض خرق العادات ، و الجن يستمتعون بخضوع الإنس لهم ، استكثرتم من الإنس ، أي أضللتم منهم كثيراً .
في سورة يونس :
[ سورة يونس : الآية 81]
أي مستحيل و ألف ألف مستحيل أن ينجح المفسد في إفساده ، يشوش ، يعمل شيئاً ، أما أن ينجح النجاح المطلوب ، هذا مستحيل ، في سورة طه :
[ سورة طه : الآية 69]
لا يفلح ، ولا ينجح .
[ سورة يونس : الآية 77]
أيها الإخوة الكرام : آخر دليل قرآني :
[ سورة الشعراء ]
كذاب منحرف :
[ سورة الشعراء ]
صفة جامعة مانعة ، فالذي يتعامل مع السحرة ، أو في السحرة الذين يتعاملون مع الجن ، مع شياطين الجن أنه أفاك أثيم كاذب .
الآن بالسنة ، أخرج الإمام البخاري و مسلم في صحيحهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا هُنَّ ؟قَالَ : الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ)) .
السحر أحد أكبر الكبائر ، طبعاً الساحر كما يرى بعض العلماء هو نوع من الشرك ، لذلك ينبغي أن يستتاب قبل أن يعاقب .
الآن : عَنْ صَفِيَّةَ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ لَمْ يُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا )) .
[ مسلم ، أحمد ]
صلاة أربعين يوماً لا تقبل إذا جاء كاهناً فسأله و صدقه : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) .
[ الترمذي ، أبو داود ، ابن ماجه ، أحمد ، الدارمي ]
و النبي عليه الصلاة والسلام يقول : (( ليس منا من تطير أو تطير له ، أو تكهن أو تُكهن له ، أو سحر أو سُحر له )) .
[ ورد في الأثر]
و الحمد لله رب العالمين
س ـ هل يمكن للساحر التنبؤ بحقائق علمية مخبأة و غير مكشوفة عن طريق الجن ؟
ج ـ إذا كان الحقائق من اختصاص الجن يمكن ، و إذا الحقائق متعلقة بالحاضر أو الماضي ممكن ، الشرط أن يكون من اختصاص الجن و تتعلق بالحاضر أو الماضي .
س ـ هل هناك علاقة بين البشر و الجن المسلم ؟
ج ـ لا ، لأن العلاقة أساسها الإضلال و الإفساد و الجني المسلم لا يفعل هذا ، و الإنسان ليس بحاجة إلى الجن أبداً ، لذلك أية علاقة بين الإنس و الجن هي علاقة محرمة و آثمة ، والعلاقة حصراً مع شياطين الجن .
س ـ سواء أصدقت أن النبي سحر أو لم تصدق كلاهما سيان ؟
ج ـ إما أنه سحر و لم يؤثر فيه السحر أو أنه لم يسحر ، تماماً كمركبة مضادة للرصاص إما أنه أطلق عليها الرصاص فلم تتأثر أو ما أطلق أنت حر ، يوجد طبعاً حديث آحاد أنه سحر، و يوجد آيات كثيرة : و ما أنت من المسحرين .
فعلى كل القضية بالخيار ، أي سواء أصدقت أنه سحر السحر لم يؤثر فيه إطلاقاً أو لم تصدق كلاهما جائز دون أن ندخل في التفاصيل ، و أوضح مثل سيارة مضادة للرصاص ، سيان أنه قد أطلق عليها الرصاص فلم تتأثر أو لم يطلق ، لكن بشكل عام حينما يحفظ الله شيئاً لا يعني أنه لا تجري محاولة للنيل منه ، حينما يحفظ الله قرآنه لا يعني أنه يستحيل أن تطالعنا الصحف و الأخبار المعلوماتية أن هناك فرقاناً يؤلف في أمريكا ، و أن من آياته يا محمد أأنت أضللت عبادي ؟ يقول يا ربي أنا ضللت فأضللتهم .
ليس من لوازم حفظ الله للقرآن ألا تجري محاولة لتغييره لكنها لا تنجح هذا المعنى .
س ـ المسلم الذي يداوي إنساناً من مس الجن له هل هو كذاب أم صادق ؟
ج ـ إذا دله على الله و قرأ له القرآن صادق ، أي إذا اتبع الأساليب التي أمر بها القرآن وأمر بها النبي لا يوجد عليه شيء أبداً ، أما احضر ديكاً أسوداً و خاروفاً ذو القرنين وزنه يعطي وزناً خيالياً غال الثمن و يعطيه كلمات لا معنى لها إطلاقاً ، و يدخل لغرفة فيها بخور و دخان و لا يوجد بها إضاءة أبداً هذا كله كذباً ، أما إذا قال له اقرأ القرآن ، اتصل بالله عز وجل ، ادع الله بقلب حاضر ، أكثر ذكر الله عز وجل ، اقرأ البقرة ، اقرأ آل عمران ، اقرأ المعوذتين ، اقرأ آية الكرسي ، كن مع الله ، هذا شيء لا يوجد به شيء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق